أشار المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي، خلال لقائه مع عائلات "شهداء الأمن"، الى "الأهمية الأساسية للأمن في شؤون المجتمع كافة وأبعاد الحياة المختلفة للناسط، مؤكّدًا أن "إيران القوية وحدها فقط التي يمكنها أن توفر وتضمن أمن وتقدّم البلاد والشعب؛ لذا يجب أن تزداد قوة إيران يومًا بعد يوم في جميع المجالات الاقتصادية والعلمية والسياسية والدفاعية والإدارية".
ولفت الخامنئي، في حديثه عن الضربة الإسرائيلية قبل ليلتين، الى أنهم "يضخمّون ما حدث لأهداف معينة، لكن التقليل من شأن الحدث والقول إنه لم يكن شيئًا ذا أهمية هو أيضًا خطأ".
وشدّد على "ضرورة إفشال الحسابات الخاطئة للكيان الصهيوني بشأن إيران"، مضيفاً "إنهم واقعون في حسابات خاطئة تجاه إيران. هؤلاء لا يعرفون إيران. إنّهم لم يتمكّنوا، بعدُ، من فهم قوّة الشعب الإيراني وقدراته وابتكاره وإرادته بالنّحو الصحيح. يجب علينا أن نفهّمهم هذه الأمور".
وأكد "ينبغي على المسؤولين في البلاد أن يحدّدوا كيفيّة تفهيم الكيان الصهيوني قوة الشعب الإيراني وإرادته؛ يجب أن يعرف الأعداء من هو الشعب الإيراني، وكيف هم الشباب الإيرانيون".
وأضاف "هذا الفكر والدافع والشجاعة، وهذا الاستعداد الحاضر اليوم لدى الشعب الإيراني؛ هو الذي يصنع الأمن. علينا الحفاظ على ذلك"، موضحاً "يظن بعض الأشخاص في تحليلهم وتصوّرهم الغريب أن الامتناع عن إنتاج أدوات تثير الحساسية لمواجهة المستكبرين، مثل الصواريخ، يمكن أن يجلب الأمن لإيران، غير أن هذا التفكير والتصور الخاطئ، في الواقع، يقول للشعب والمسؤولين: أبقوا البلاد ضعيفةً لتكونوا في مأمن!".
وأشار إلى "الجرائم الفجيعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة، بما في ذلك استشهاد عشرة آلاف طفل وأكثر من عشرة آلاف امرأة، والتي تُعد من أبشع جرائم الحرب"، لافتاً الى "تقصير الحكومات والمنظمات العالمية كالأمم المتحدة في مواجهة ممارسات هذا الكيان في غزة ولبنان".
وأردف "تتضمن الحرب قواعد وقوانين وحدودًا، ولا يمكن أن تنتهك جميع الحدود في الحروب. لكن العصابة الإجرامية المتسلطة على الأراضي المحتلة داسَت على جميع هذه الحدود والقواعد"، مؤكداً ضرورة "وقوف الحكومات، وخاصة الحكومات الإسلامية، ضد الكيان المجرم وتشكيل ائتلاف عالمي ضده أمر ضروري"،
وأضاف الخامنئي "الوقوف لا يعني قطع المساعدات الاقتصادية، لأن المساعدة للكيان الغاصب تُعد من أقبح وأكبر الذنوب. بل الوقوف يعني تشكيل ائتلاف عالمي سياسي واقتصادي، وإذا لزم الأمر عسكري، ضد هذا الكيان الخبيث الذي يرتكب أبشع جرائم الحرب".
وختم "تعدّ زعزعة الأمن النفسي في المجتمع من مكونات هذه الحرب الناعمة، وقد شاهد الجميع كيف أنهم يستخدمون الفضاء المجازي للمضي في أهدافهم"، متابعاً "اعتزّوا بأنفسكم وافخروا بشهدائكم، فلولا وجود هؤلاء الشهداء وحرّاس الأمن، لألمّت بالبلاد والشعب مشكلات كثيرة".