علّقت مصادر ديبلوماسية عبر صحيفة الأخبار، على تسريبات للقناة 12 الإسرائيلية حول سعي إسرائيل لصفقة شاملة في لبنان تقوم على إلغاء توسيع العملية البرية مقابل دعم أميركا حظراً بحرياً وبرياً وجوياً على لبنان يمنع إعادة تسليح حزب الله والسعي لهدنة مدتها 60 يومًا، بالقول إنّ ذلك "يعني نسفاً للجهود التي تدّعي الولايات المتحدة أنها تقوم بها للضغط في اتجاه وقف إطلاق النار"، مؤكدة أنه "يستحيل أن يقبل لبنان بذلك، لأنه يعني فرض حصار على لبنان للقبول بوقف إطلاق النار، وهذا جنون". ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام يعني أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قد لا يزور لبنان، مشيرة ألى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغَه في زيارته الأخيرة أنه في حال لم يكن هناك تطورات جدية تؤكد وجود نية إسرائيلية لوقف إطلاق النار فلا داعي لمجيئه إلى بيروت".

ونقل زوار عين التينة عن بري قوله إن "التسريبات تذكّرنا بما شهدناه على مدار عام من مراوغة إسرائيلية في المفاوضات مع غزة حين كانَ نتانياهو يسارع إلى إفشالها كلما شعر بإمكانية التوصل إلى اتفاق".

وكشفت المصادر أن "ما سرّبته القناة العبرية صحيح في جزء منه، وقد اقترحه هوكشتاين وخصوصاً في ما يتعلق بهدنة مدتها 60 يوماً، لأنه كانَ مقتنعاً بأن لا جدوى لأي مفاوضات تحت النار". وهو كان يسوّق بأن القبول بالهدنة "يمكن أن يكون ورقة للضغط على بري للموافقة على البنود التي طرحها الموفد الأميركي كآلية لتنفيذ القرار 1701، وهي أصلاً في غالبيتها مرفوضة".

وأضاف زوار رئيس المجلس أنه يرى أن "الشرط الإسرائيلي المسرّب هو أول ردّ سلبي على طرح هوكشتاين وهو غير واقعي، فليست إسرائيل في موقع قوة يتيح لها فرض الشروط ما دامت المعركة مستمرة ووضع المقاومة في الميدان جيد جداً".

في السياق، نقلت صحيفة "الجمهورية"، عن زوار نبيه بري قوله بشأن الرسائل السياسية له والضغوط في إطار محادثات وقف إطلاق النار، إنّ "إرادتي مثل البريستو (طنجرة presto) وأنا لا أمشي تحت الضغط، سواء كان نارياً ام سياسياً"، مضيفًا "كله يهون أمام أرض الجنوب"، وذلك بعد غارات استهدفت مدينة صور.

وأشار بري، وفق ما نقلت الصحيفة عن زواره، إلى أنّ "لا مناص في نهاية المطاف من العودة إلى القرار 1701 مهما تأخّر الوقت، ولكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو يصرّ للأسف على مواصلة سفك الدماء ويقيس الأمور على ميزان حرارة لم يعد صالحاً، ويتمثل في ما يعتبرها إنجازات حققها منذ فترة، الّا أنّها توقفت وبالتالي بدأ الوضع الميداني للعدو الاسرائيلي يتخذ مساراً انحدارياً، فلماذا الاستمرار في تضييع الوقت؟".