نقلت صحيفة الأخبار عن مصدر أمني لبناني قوله إن السفير الأميركية جونسون "مستمرة في برنامجها الأساسي القائم على فكرة إعداد لبنان لمرحلة ما بعد حزب الله، لكنها أضافت تعديلاً وحيداً حيث تدعو جماعتها من السياسيين والمنظمات المدنية والإعلاميين الى ضرورة التمييز بين الشيعة وحزب الله".
وأقرّ المصدر بأن جونسون تصرّح بشكل واضح بضرورة الاستفادة من "الحرب الإسرائيلية الحالية للقضاء نهائياً على حزب الله وليس فقط على قدراته العسكرية". وكشف عن محادثة جرت بين السفيرة وسياسيين لبنانيين قالت لهم خلالها إنه "لا يمكن لإسرائيل أن تحقق كل شيء عبر الحرب، وإنه آن الأوان لتقوموا بدوركم، وأن تطلقوا انتفاضة داخلية تحت عنوان "كفى"، وعلى الشعب اللبناني إظهار رغبته في الانتفاضة والتخلّص من حزب الله، وأن تعودوا الى السياق الذي برز بعد اغتيال رفيق الحريري، وخصوصاً أن الظروف الإقليمية والدولية والميدانية هي لمصلحتكم".
وبحسب المصدر، فإن السفيرة الأميركية تتوسع في حديثها بالقول: "لماذا تبدون خائفين، حزب الله بات مهزوماً، وقيادته مدمرة، ونحن معكم، وكل العالم الحر يقف الى جانبكم. نحن لا نريد الحدّ من نفوذ حزب الله فقط، بل سنضرب خطوط الدعم الخاصة به، ونعمل من دون توقف على إسقاط النظام في إيران أيضاً".
إلى ذلك، نقلت صحيفة "الأخبار" عن جهة أمنية رسمية ما جمعته من "حصيلة عدة اجتماعات خاصة وضيّقة عقدها رئيس حزب القوات سمير جعجع مع مقرّبين منه"، وبحسب هذه الجهة، فإن جعجع يقول إن "لدينا اتفاقاً مع دولة خليجية كبرى على خطوات يجب تنفيذها في المرحلة المقبلة، تتقاطع مع العنوان الأميركي القائل بمرحلة لبنان من دون حزب الله. والعناوين السياسية والتعبوية تركّز على اعتبار حزب الله حزباً منبوذاً من قبل العالم كله، وملاحقاً من المجتمع الدولي بسبب ما ارتكبه من جرائم. ويجب الانطلاق في العمل من قناعة أن حزب الله هو الآن في وضعية المهزوم والمحطّم، قبل أن يتحول الى حزب شبه محظور، تمهيداً لفتح ملف قضائي داخلي وخارجي يؤدي، في المرحلة الأولى، الى جعل الجيش اللبناني بقيادته الجديدة أمام مهمة نزع سلاحه بمختلف أنواعه، وليس من مراكز أو قواعد فقط، بل من أفراده أيضاً".
وحسب برنامج جعجع فإن "علينا الاستعداد لوضع نتعامل فيه مع حزب الله على أنه تنظيم إرهابي مثله مثل داعش، واعتبار كل ما يقوم به عملاً داعماً للإرهاب، وأن نستند هنا الى موقف القوى العالمية والعربية التي تصنفه على هذا الأساس". ويضيف أنه "يجب إعادة فتح كل ملف الجرائم التي يقف حزب الله وراءها، بما فيها كل الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان، ولا سيما اغتيال رفيق الحريري، وصولاً الى تحميله مسؤولية تدمير العاصمة في 7 أيار 2008، والاشتباه بدوره المباشر في تفجير المرفأ".
وبحسب الجهة الأمنية، يعتقد جعجع بأنه يمكن "إطلاق حملة لإقناع اللبنانيين بأن أموال الدولة سرقت لحماية سلاح حزب الله، وأن الحزب كان يموّل نفسه من تجارة المخدرات في لبنان وسوريا، ويقيم مناطق خارجة عن القانون، ويتهرب من دفع الضرائب ويتولى إدخال بضائع غير قانونية عبر المرفأ والمطار والحدود المفتوحة مع سوريا". ويعتقد جعجع أنه لن يكون صعباً "وضع استراتيجية تقول إن حزب الله يقف وراء كل الخراب الذي أصاب لبنان بسبب أدواره خارج لبنان، وإعادة إحياء الدور الذي قام به حزب الله في سوريا حيث كان شريكاً في سفك دماء الشعب السوري، كما أنه كان صاحب دور في تعريض أمن الخليج للخطر من خلال دوره في اليمن، وشريك في الفوضى التي تصيب العراق». ويتحدث جعجع بثقة عن «أن الدول الأجنبية ستسارع الى فتح الملفات القديمة الخاصة بدور حزب الله في قتل الأجانب في لبنان وتفجير السفارات وقتل العسكريين الأجانب".
ويتحدث جعجع بحسب الجهة الأمنية أيضًا عن "الحاجة الى تركيبة حكم من نوع خاص. فهذه المرحلة تتطلب أن يكون هناك مرشح قوي مثله لرئاسة الجمهورية، وأن يكون هناك صلاحيات تنفيذية عملية لهذا الرئيس، وخصوصاً في ملفَّي حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش وإدارة الأجهزة الأمنية». ولا يخفي جعجع طموحاته الخاصة بتعديل اتفاق الطائف، عندما يقول، بأنه متفاهم مع السعودية على أن يكون رئيس الحكومة شخصية ضعيفة ومغمورة تديرها الرياض، وفق المهمة المطلوبة، وأن الخليج بالتعاون مع الولايات المتحدة سيوفران الدعم لإعادة بناء الدولة التي كان حزب الله عائقاً أمام تنفيذها".
وأشارت الأخبار نقلا عن الجهة الأمنية إلى أن جعجع يرى أن "إسرائيل لديها تكتيكها الخاص في المعركة البرية، وهي تعدّ لخطط إضافية تكسر ما تبقّى من جسم حزب الله". ويعتقد جعجع أنه يجب "فضح حقيقة أن حزب الله لم يعد حزباً لبنانياً على الإطلاق، وأنه في وقت معين كان بمقدور أمينه العام الراحل السيد حسن نصرالله إضفاء طابع لبناني على القرار، لكن القيادة عادت كلها الى إيران بعد مقتله، والآن يوجد في لبنان مسؤولون من إيران يديرون الحزب سياسياً وعسكرياً وأمنيا"، وذكر أن "الحضور الإيراني كبير جداً، وقد حصلت الأحداث الكبيرة التي تدلّ على ذلك من مقتل ضابط إيراني كبير كان مع نصر الله في المقر المركزي، كذلك قتل ضابط آخر كان موجوداً مع القائد العسكري فواد شكر، وأنه يجري التكتّم على مقتل عشرات الضباط الإيرانيين الذين كانوا موجودين مع السيد هاشم صفي الدين".
ووفق ما تنقل الجهة الأمنية بحسب الأخبار، فإن جعجع يرى أن "السفارة الإيرانية في بيروت ليست سوى مقر قيادي للمخابرات الإيرانية وللحرس الثوري الإيراني، وهي تضمّ الآن مكاتب لإدارة حزب الله وإدارة الحرب في الجنوب، حتى إن السفير الإيراني مجتبى أماني كان ضابطاً وليس ديبلوماسياً، بدليل أنه أصيب يوم عملية تفجير أجهزة البيجر"، لافتًا إلى أنّ "تعدّ لهجوم ضخم وكبير يستهدف الوجود العسكري والأمني الإيراني في لبنان، وإن السفارة الإيرانية باتت هدفاً مشروعاً، وخصوصاً أن لدى إسرائيل معلومات عن أن محاولة اغتيال رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو تقرّرت في اجتماعات عقدت في السفارة"، كما رأى أن إسرائيل "ستنفّذ إنزالاً بحرياً وجوياً كبيراً في منطقة الجناح، حيث يقع مقر السفارة والمباني المحيطة به، بهدف قتل وأسر العشرات من قيادات حزب الله والضباط الإيرانيين، وهو سيكون إنجازاً ضخماً يقضي على حزب الله بصورة نهائية".