وجّه رئيس المجلس السّياسي لـ"حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد، رسالةً إلى "إخواني المجاهدين الأولياء"، وجاء فيها: "ألف تحية وألف ألف سلام ،أحييكم وأسألكم من أنتم بل ما أنتم؟

ملائكة تمثلوا بشرا سويا عبادا أولي بأس شديد أو بشرا تمثلوا ملائكة الغضب الإلهي من قتلة الانبياء واولاد الأنبياء وعباده الصالحين.

من أنتم حتى رأت عيونكم أعداءكم في عتمة الليل الدامس؟ وعميت عيون أعدائكم عنكم في منتصف النهار الشامس؟

من أنتم حتى تكون رميتكم رمية الله وانتقامكم انتقام الله وعذابه وعلى أيديكم وبأيديكم الطاهرة؟

أية فئة لدمائكم فئة ليست من هذا التكوين. فئة دمكم هي فئة دم الطاهرين الأبرار الأخيار الصالحين.

دم الايمان والعزم والحزم والصبر والثبات والقوة والشجاعة. أليست فئة دمكم هي فئة دم السيد الشهيد الأحب والأقدس والأطهر والأبهى ؟

أليس دمه يجري في عروقكم؟ فأنتم البقية أنتم الصفوة انتم الامانة انتم الوديعة.

انتم عقله وقلبه وروحه ووجهه وابتسامته وكلماته وعمامته وايمانه وشجاعته.

من انتم ؟ سيكتب على ايديكم وبأيديكم نصره وعزته والجلال.

اسمحوا لي ان انظر الى عيونكم ، وهل استطيع .

اسمحوا لي ان ألامس اطراف اصابعكم التي ترمي وترجمهم بشهاب ثاقب ، اسمحوا لي ان اتبرك بتراب اقدامكم.

طوبى للأرض التي طابت بطيبكم ، وطوبى لعطركم الفواح، وطوبى للزمان الذي انتم فيه ، انتم المكان وكل الامكنة وانتم الزمان وكل الازمنة.

بدا لبنان وكما هو وكما كان في الشدائد، عائلة واحدة ارحاما واقارب واصدقاء يتقاسمون الخبز والملح والماء ، يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم ، يتوسدون اجساد بعضهم البعض، ويحنو بعضهم على بعض، ويضم بعضهم بعضا كما الامهات. ويتقاسمون اوقات السهر وساعات النوم فمنهم من ينام مستلقيا ومنهم ينام جالسا ومنهم ينام واقفا ومنهم من لا ينام. يا لهذه الوحدة ، يا لهذا الحب ، ويا لهذا القلب.

في زوايا هذا الوطن بعض من يسكنون المغارات ويلتحفون الحقد كشرنقة لا يعجبهم الحب ولا الوحدة كأنهم خلقوا للحقد والتفرقة.

وآخرون يغيبون في ازمنة الخير وفجأة يحضرون في زمن العدوان وكأن زمن العدوان زمانهم.

الا يعلمون ان اجمل صفحات التاريخ تكتب في زمن الشدائد ؟

الا يعلمون ان حساب الله عسير وسريع وهنا قبل الآخرة؟

الا يعلمون ان التاريخ سيفتح صفحاته للاجيال القادمة؟

لقد ولى زمن ان يكتب الطواغيت تاريخهم بكلماتهم وليس بأفعالهم وكما يشاؤون ، واما المظلومون وأما الاحرار فلا يستطيعون ان يكتبوا تاريخهم.

اما الآن فكل واحد يستطيع ان يكتب تاريخه وتاريخ الاخرين.

اكتبوا ما تشاؤون في صفحات تاريخكم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

يا إخوتي، قال عنكم العدو انتم تقاتلون بحافز عقائدي وجهادي والفضل ما شهدت به الأعداء ، وفي لبنان يقول البعض في صدى ومدى هذا العدو ما يعني أنكم مرتزقة يا لسوء المقارنة ويا لحقد المقاربة وانا اعرف ان البعوض اذا اجتمع على احذيتكم لا يؤلم وكيف تشعرون بألم وانتم والملائكة تنتظرون احتفال النصر الإلهي.

بوركتم، بوركت عيونكم وجباهكم واياديكم".