بارك راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله تكريس كنيسة أثرية أعيد ترميمها وهي كانت قد شيدت في العام 1714 على اسم السيدة العذراء "مريم التي تحل العقد"، وافتتاح صالة رعية مار شليطا في بلدة كفرحتنا - البترون.
وكرّس خير الله باب الكنيسة بالزيت المقدس ثلاث مرات على شكل صليب ورش الماء المبارك قبل الدخول الى حرم الكنيسة حيث تم تكريس المذبح وتلاوة طلبة العذراء، بعدها توجه الحضور الى القاعة الراعوية الجديدة حيث رفعت الستارة عن لوحة تذكارية عن مسار بناء الصالة قبل قص شريط الافتتاح.
وفي كلمة له، بالمناسبة شدد خير الله على "أهمية التضامن المجتمعي من أجل بناء غد أفضل"، وقال:"هي فرحة كبيرة أن أكون معكم اليوم بعد عودتي من روما حيث شاركت في سينودوس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية مع جميع اساقفة العالم، وكنا مع قداسة البابا فرنسيس نحمل لبنان وهمومه ورسالته كوطن السلام والرسالة كم يردد دائما البابا فرنسيس، وكما كان يردد سلفه من قبله البابا القديس يوحنا بولس الثاني. عملنا خلال ثلاث سنوات بمسيرة السينودس التي لخصها الحبر الأعظم في اليوم الأخير من تشرين الأول الفائت حيث قال: لقد تعلمنا في مسيرة السنوات الثلاث وفهمنا كيف نكون بطريقة أفضل كنيسة سينوديسية، نحن شعب الله كل المعمدين نسير معا وهذا معنى كلمة سينودوس، أي أن نسير ونعبر معا الى حيث يريد الله أن نكون رسل سلام وشهودا على المغفرة والمصالحة، وليت هذا المنطق يطبق في وطننا ومؤسساتنا ودولتنا، فنعبر معا من الألم الى الأمل ونخرج من مصالحنا الشخصية الضيقة الى المصلحة العامة، مصلحة الوطن والشعب والدولة ونسير متضامنين لبناء لبنان من جديد وطن الرسالة في لحظته التاريخية ورسالته المميزة بالعيش معا في إطار احترام التعددية والانتماء الى الوطن الواحد".
أضاف:"هذا المنطق بالذات عشناه معا في هذه الرعية إذ بعد جهود لاعوام توصلنا اليوم الى تدشين هذه القاعة لأنكم جميعكم كأبناء وبنات هذه العائلة خرجتم من المصالح الشخصية ومن الأن،ا وفكرتم بمصلحة رعيتكم وكنيستكم وعملتم معا وتضامنتم معا، قريبين وبعدين، بقلب واحد في لبنان والدول العربية ودول الانتشار، كل واحد منكم قدم مساهمته من فلس الأرملة الى أن تمكنتم من تنفيذ هذا المشروع، وإلا لبقينا كما كنا في السابق وكما هم لسوء الحظ المسؤولون في دولتنا حيث (كل واحد فاتح على حسابه)".
تابع:"إنها نعمة كبيرة من الله وبشفاعة مار شليطا ومريم العذراء التي تحل العقد، والتي اكتشفت خلال مشاركتي في السينودوس أنه، ومن مئات الاعوام لدى دول اميركا اللاتينية هناك إكرام خاص للسيدة العذراء التي تحل العقد، وقد تكون هذه الكنيسة المرممة على إسم السيدة العذراء هي الوحيدة في لبنان".
ختم: في هذه الظروف بالذات التي تمر بها البلاد لم يبق لنا سوى الصلاة الى الله بشفاعة القديسين، ونحن هنا في أرض القديسين، وبشفاعة أمنا مريم التي رافقتنا منذ تأسيس كنيستنا المارونية، وهي لا تزال ترافقنا، واليها نسلم هذا الوطن وهي مريم العذراء سيدة لبنان وأرزته كي تطلب من إبنها يسوع أن يوقف الحرب ويحل السلام في قلب كل واحد منا وفي قلب وطننا لبنان".