يترقّب العالم نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، وسط مخاوف من دخول الولايات المتحدة في أزمة سياسية طويلة تفرضها تلك النتائج، بعدما كرّر مرشّح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب حديثه عن تزوير محتمل للإطاحة بفوزه، مما يعني ان تفوّق مرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس سيُدخل الولايات الاميركية في مسار الشك وعدم اعتراف ترامب بالنتيجة.

لكن بإنتظار ما ستُظهره الساعات الأخيرة من يوم غد الثلاثاء، يضع المراقبون سيناريوهات المرحلة الآتية، فيما يتعلّق بالشرق الأوسط، وتحديداً بشأن الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، وتداعياتها الاقليمية بعدما لاحت بوادر التصعيد الإيراني - الإسرائيلي.

يتحدث مطّلعون لـ "النشرة" عن تلك السيناريوهات:

اولاً، في حال تمّ إعلان فوز الديمقراطيين في الانتخابات الاميركية، فإن الادارة الحالية والآتية يتكاملان سياسياً في ذات النهج، مما يتيح لواشنطن فرض وقف الحرب في الشرق الأوسط، بإعتبار ان الإبتزاز الإسرائيلي ينتهي مفعوله عند انتهاء عملية الاقتراع في الولايات المتحدة. خصوصاً إذا ما اراد الديمقراطيون استكمال مشروعهم في التفاوض مع ايران، وهو ما يؤكد وقف الحرب الاسرائيلية فوراً، وتنفيذ مشروعين: الاتفاق اللبناني - الاميركي على تنفيذ القرار الدولي 1701، وبت مفاوضات غزة عبر المصريين والقطريين.

ثانياً، إذا فاز الجمهوريون في الانتخابات الاميركية، فإن لدى ترامب اجندة دولية تبدأ بوقف النزيف في الشرق الأوسط، واوكرانيا، للتفرّغ لملف الصين الذي يُخفي النار تحت رماد تايوان واليابان. لكن تأخّر استلام ترامب زمام الرئاسة الأميركية إلى مطلع العام المقبل، سيؤدي إلى احتمال ترحيل الحلول لما بعد شهر كانون الثاني. غير ان مستجدات النزاع الاسرائيلي- الإيراني قد تنزلق بالشرق الأوسط إلى لهيب يصعب ضبطه لاحقاً، وهو ما يفرض على الاميركيين بكل اتجاهاتهم الديمقراطية او الجمهورية منع زيادة مساحات التوتر عبر وقف الحرب الاسرائيلية.

ثالثاً، في حال دخل الاميركيون بأزمة سياسية تستولد تحركات شعبية، بسبب الاعتراضات على النتائج، كما يلوّح ترامب، فإن الاميركيين سيكونون مشغولين داخلياً. رغم ذلك، سيبقى الاهتمام مشتركاً بين الحزبين الرئيسيين، لوقف الحرب.

رابعاً، إذا استطاع نتنياهو التملّص من الضغوط الاميركية، خصوصاً إذا صحّت فرضية الانشغال بأزمة نتائج الانتخابات، او انتظار تسلّم الرئيس الجديد مهامه في مطلع السنة الجديدة، فإن مؤشرات الميدان توحي بعدم قدرة الاسرائيليين على ترحيل قرار وقف الحرب إلى امد بعيد. لذلك يتزايد حديث الصحافة الإسرائيلية عن توجه لانهاء الحرب خلال اسبوعين. لا بدّ من التسوية السياسية لحل دبلوماسي يقوده الاميركيون، خصوصاً ان قرار اعادة الاسرائيليين إلى مستوطنات الشمال لن يتحقق سوى بالحل الدبلوماسي: حزب الله اعاد التحكّم بقدرات عسكرية وصاروخية بعيدة المدى، وكشف امس عن منظومة "عماد 5”، ومنع الجيش الاسرائيلي من التمدد برياً او التمركز داخل القرى الحدودية بعد خمسة اسابيع من القتال.

كل ذلك، يؤكد ان الحرب في صفحاتها الاخيرة، بإنتظار دافعين قويين خلال الايام المقبلة:

اولاً، مستجدات الميدان في مواصلة لبنان الصمود البرّي وتوسيع الحزب لدائرة المخاطر داخل إسرائيل.

ثانياً، انتهاء الانتخابات الاميركية وعودة فاعلية ضغوط واشنطن على تل ابيب لمنع اشتعال الاقليم.