اعتبر الأب أثناسيوس شهوان أن لبنان يصطلح ويستقيم عندما تصطلح المفاهيم وتستقيم، أي عندما يصبح المواطن مواطنًا عن حقّ وجدارة ويعي واجباته الوطنيّة ويتمّمها على أكمل أوجه، ولا يكون مستزلمًا لأحد بغية فساد ما ولا يشارك في الرشوة، ويدرك أنّ لبنان فعلًا وطنه والفساد في الأمور الصغيرة تساوي الفساد في الأمور الكبيرة".

كما لفت إلى أن لبنان يصطلح ويستقيم "عندما تكون الدولة دولةً حرّة ومستقلّة وسياديّة ومسؤولة وتعمل عمل الصلاح لبلدها، ولا تكون حصصًا مرتهنة لأناس يعملون لمصلحتهم وليس لمصلحة الوطن. وعندما يكون القضاء مستقلًّا وشجاعًا لا يأبه لأحد ويسعى إلى تحقيق العدل، ولا يتبوّء القاضي منصبه لأنّه محسوب على جهة معيّنة أو لأنّه استجدى زعيمًا بل لأنه وصل إلى منصبه بكفاءته ونزاهته، وإلّا أتت أحكامه مشوبة بالانحراف. وعندما يحاسب المسؤولُ الفاسدَ وكلّ من اشترك معه بفساده. وعندما يدرك الناس أنّ الوزراء والنوّاب تجب محاسبتهم عندما ينحرفون. وعندما يكون الموظّف صاحب ضمير ويعمل بشفافية. وعندما يحاكم العميل ولا يُستثنى أحد من العملاء أكان لدولة أجنبيّة أو عربيّة، لأن العميل في القانون هو كلّ إنسان عمل لأي جهة كانت غير وطنه. وعندما يكون رجل الدين رجل إيمان وليس طائفيًّا. وعندما يكون عندنا جيش متحرّر من القرارات السياسيّة المنحرفة. وعندما تطبّق القوانين بحقّ ولا يكون أحد فوق القانون. وعندما يستفاد من الطاقات والدراسات لتحسين البلد وتطويره وتصليح الأخطاء والاستفادة من ثرواته الطبيعيّة والفكريّة، وأمور كثيرة صالحة ومنتجة غيرها".

ورأى أنه "إذا لم يطبّق أي شيء ممّا تمّ ذكره، فلا نستحينّ من القول بأنّنا بلد متخلّف وشعب متخلّف. لأنّ البلد المتحضّر يصنعه شعب متحضّر وشعب حرّ بكلّ ما للكلمة من معنى وشعب يعرف قيمة الإنسان والطبيعة والحيوان".

وأضاف: "لا يظننّ أحدٌ أنّ نيل الشهادات العالية من أرقى الجامعات أو التكلّم بلغّات عدّة يعني حضارة أو حتّى ثقافة، لا وألف لا، تنشأ الحضارة عندما يكون الإنسان إنسانًا كما خلقه الربّ يرعى الدنيا خير رعاية للمصلحة العامّة والتقدّم وليس للاستهلاك الشَرِه والتخلّف".