أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن دونالد ترامب سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، ولكن حتى تنصيبه في 20 كانون الثاني المقبل، سيستمر جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في العمل في منصبيهما.
وأوضحت أن المعنى بالنسبة لإسرائيل والعالم هو أن بايدن سيستمر في ذلك إدارة السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة في الشهرين المقبلين، وسيتعين على إسرائيل أن تكون منتبهة، وأن تنسق سياستها قدر الإمكان مع القوة العالمية التي هي حليفتها، معتبرة أن من المهم محاولة تقييم ما ستكون عليه سياسات بايدن في الفترة المتبقية من ولايته.
ولفتت إلى أن الوضع الاجتماعي والسياسي الداخلي في إسرائيل، الذي تفاقم مع إقالة يوآف غالانت، الحرب التي تتلاشى ببطء ولكنها لم تنته بعد، الأسرى الذين لا يوجد طريق واضح لهم يسمح بإعادتهم إلى ديارهم، والشرعية الدولية التي تتقلص، كل هذا يجبر إسرائيل على الاعتماد على الولايات المتحدة، وبالتالي الاهتمام بمطالب ونصائح من يديرونها.
وأشارت إلى أن من المرجح أنه بعد خسارة هاريس، أن يعود بايدن ويأخذ عجلة القيادة بين يديه، وسيكون متحرراً من قيود الحملة الانتخابية، أي أنه لن يضطر إلى التحديق باستمرار في الصوت اليهودي أو الصوت الإسلامي، وإلى حد ما سيتحرر أيضاً من إرهاب الجناح التقدمي المتطرف الذي دفعه إلى تصلب مواقفه تجاه إسرائيل.
ورأت أن بايدن سيحاول أن يترك وراءه إرثًا واضحًا يبقى في الذاكرة، لافتة إلى أنه ليس لديه الكثير ليفعله في الشؤون الأميركية الداخلية، لكنه يود في الشرق الأوسط أن يُسجل باعتباره الشخص الذي أنهى الحرب في غزة ولبنان، ووضع حداً لمعاناة الفلسطينيين وردع إيران، ومن المرجح أيضًا أن يرغب في مساعدة أوكرانيا قدر استطاعته، مدركًا أن ترامب قد يحدث تحولًا في السياسة الأميركية يفيد فلاديمير بوتين أكثر بكثير من فولوديمير زيلينسكي.
ولفتت إلى أن الواضح أن الإدارة ستطالب إسرائيل بزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، وتخفيف حدة القتال في شمال قطاع غزة، والموافقة على إدارة بديلة في غزة تضم، على الأقل رسميًا، أعضاء السلطة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن الخلاف الرئيسي سيكون حول الأسرى، معتبرة أن بايدن ربما يريد أن يُنسب إليه الفضل في عودتهم، وسيكون هذا الحدث الأبرز في نهاية ولايته، ومن المرجح أنه سيحث نتانياهو، الذي يشغل الآن أيضاً منصب وزير الدفاع بالوكالة، على وقف الحرب.
وفي حين رأت أنه لن يكون هناك خلاف حول قضية واحدة: سيمنح بايدن إسرائيل كل الحماية التي تحتاجها والمساعدة التي تحتاجها ضد إيران، وربما حتى المساعدة الهجومية إذا حاولت طهران الاستفادة من الانقسام الداخلي المتفاقم في إسرائيل في ضربة الرد. أوضحت أنه إذا لم ينجح بايدن في مساعدة إسرائيل على إنهاء الحرب بحلول العشرين من كانون الثاني، فسوف يكون لزاماً على إسرائيل أن تعتمد في الأغلب على نفسها فيما يتصل بالأسرى، وهو الترتيب الذي سيضع حداً للقتال في غزة ولبنان، وبالطبع إيران.
وأضافت: "فقط في الفترة من أيار إلى حزيران 2025، سيكون من الممكن البدء في فهم سياسة إدارة ترامب تجاه الحرب بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام".