ضمّ متحف بيروت الوطني إلى أقسامه جناحا حديثا بهندسته ومفهومه، متحديا ظروف الحرب الإسرائيلية على لبنان، ليشكّل بحسب القيّمين عليه "مساحة فنية وثقافية للأعمال والنشاطات المتعلقة بالتراث اللبناني"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبجدرانه الخارجية المبنية بالحجر الرملي، ينسجم المبنى المخصص لهذا الجناح الجديد الذي يحمل اسم رجل الاعمال اللبناني الراحل نهاد السعيد مع الطراز المعماري المبنى القديم، ويشكّل امتدادا له، "لنفخ الروح في معلم وطني بقي صامدا في وجه الحروب والدمار"، بحسب البيان الصحافي لإدارته.

وقالت عضو لجنة جناح نهاد السعيد للثقافة يمنى زيادة كرم لوكالة فرانس برس إن فتح أبواب هذا الجناح أمام الجمهور يعبّر عن أن "الثقافة أقوى من كل شيء" (...) رغم الحرب والمعاناة"، مع استمرار العدوان الإسرائيلي.

وأوضحت زيادة كرم خلال جولة للصحافيين في الجناح الجديد أنه "ليس صالة عرض تجارية وليس متحفا خاصا" بل سيركّز على "المعارض الجماعية والتعاون مع المؤسسات الثقافية".

وأشارت كرم إلى أن الجناح الذي تكفلت عائلة رجل الاعمال اللبناني الراحل نهاد السعيد تمويله هو في الأساس مبادرة أطلقتها عام 2015 المؤسسة الوطنية للتراث لتأمين مداخيل تساهم في تمويل نفقات المتحف نظرا إلى عدم توافُر الإمكانات الكافية لدى الدولة.

ويحتضن جناح نهاد السعيد إلى أواخر كانون الثاني المقبل معرضا موقتا من تنظيم متحف بيروت للفن عنوانه "بوابات وممرات سفر عبر الواقع والخيال"، يضم تجهيزاً للفنان اللبناني ألفرِد طرزي ومجموعة لوحات مرممة ومنحوتات لفنانين لبنانيين رواد من امثال سلوى روضة شقير وشفيق عبود وميشال بصبوص من مجموعة وزارة الثقافة.

وقال طرزي لوكالة فرانس برس إن هذا التجهيز، وهو عبارة عن ابواب خشبية قديمة ونحاسيات وتماثيل صغيرة وثريات برونزية متدلية، بمثابة تحية الى تراث عائلته.

وأضاف "أنا من عائلة حرفيين وتجار تحف على مدى اجيال أطرح من خلال هذا التجهيز أسئلة حول بقائها".

وافتُتِح متحف بيروت الوطني عام 1942 وهو المتحف الرئيسي للأثار في لبنان، وأُقفل خلال الحرب اللبنانية (1975-1990) أذ كان يقع بين طرفي بيروت المنقسمة، وأعيد فتحه بعد الشروع في ترميمه عام 1995.