كشف مصدر نيابي لبناني بارز لصحيفة "الأنباء" الكويتية، نقلا عن دبلوماسي غربي، عن أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتجه نحو تجزئة الحل في لبنان، بحيث يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار خلال فترة قصيرة لا يمكن تحديدها، وربما خلال أسبوعين أو أكثر، على ان يؤجل موضوع البت بموضوع سلاح "حزب الله" إلى ما بعد تسلم فريق عمل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الملف، إفساحا في المجال من نتانياهو أمام صفقة إقليمية شاملة، قد لا تنحصر في لبنان فحسب؛ بل في المنطقة وتشمل اذرعة المحور كلها".

وأشار إلى أنّ "هذا الطرح دخل في مرحلة البحث الجدي، ويمكن ان تظهر بوادره خلال الأيام القليلة المقبلة. ويتزامن مع تراجع الحديث والتهديدات المتبادلة من قبل كل من إسرائيل وايران حول الردود العسكرية وتوجيه ضربات صاروخية، في حين أبدت دول إقليمية ومنها العراق خصوصا، رفض جعل ساحتها مسرحا للحرب بالواسطة".

في المقابل، ذكرت مصادر مطلعة لـ"الأنباء"، أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جادة في تحقيق اتفاق في شأن لبنان وغزة"، مركّزًة على أنّ "البيت الأبيض يسعى إلى تحقيق أمر ما قبل نهاية هذا الشهر، أي قبل التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانتهاء مهلة الطعون التي معها يصبح الرئيس بمنأى عن أي مساءلة".

ورأت أن "تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى المنطقة بهدف إطلاق سراح الرهائن في غزة، والتوصل إلى حل في لبنان يعيد السكان على طرفي الخط الأزرق إلى منازله، قبل ان يترك منصبه في كانون الثاني المقبل، جاء بغية التأكيد على ان الملف المتعلق في لبنان وغزة لم يخرج من عهدة بايدن؛ وليس كما يوحي البعض"، متسائلةً عن "تقديم نتانياهو هدية لبايدن في هذا التوقيت؟".

وبالعودة إلى الداخل اللبناني، تحدثت مصادر مقربة من "حزب الله" لـ"الأنباء"، عما سمته "استعجال البعض إصدار نتائج متعلقة بهوية المنتصر والمهزوم، في حين ان الحرب لم تضع أوزارها، ولم يتضح لهذا البعض من يتحكم بزمام الأمور في الميدان".

في المقابل، لفتت أوساط معارضة لـ"قرار تفرد الحزب بالحرب وفرضها على لبنان"، عبر "الأنباء"، إلى "ضرورة إجراء عملية تقييم لما جرى، والإقرار بالخسائر التي أصابت البلاد، وأخذ العبر، وترك الأمور للسلطات الأمنية الرسمية اللبنانية وفي طليعتها الجيش اللبناني لتولي الزمام، والإقلاع عن شن حملات عليه وعلى قيادته، التي تحظى بثقة المجتمع الدولي؛ والإفادة من هذه الثقة وترك البلاد تتنفس".