من المُؤسف أن تتحول الدولة اللُبنانية إلى مُجرد عداد، يُحصي عدد المُواطنين المُرتقين شهداء على الأرض اللُبنانية!.

ومِن يوميات الحرب الإسرائيلية على لبنان، وعلى سبيل المثال لا الحصر، سُجل ارتقاء شهيدين، وعدد من الجرحى، بينهم 4 حالات حرجة وأطفال، الخميس 31 تشرين الأول 2024، نتيجة استهداف شقّة سكنية في منطقة "عين الرمانة" في عاليه.

وغير ذلك الكثير من الاستهدافات للمدنيين، مما لا يتسع لذكره الكثير من المُجلدات... بسبب حجمه الهائل وآثامه الثقيلة!.

تقرير الـ "أ. ف. ب"

تحت عُنوان: "لُبنانيون يكتشفون تفجير إسرائيل لمنازلهم عبر الإنترنت"، نشرت "وكالة الصحافة الفرنسية" (أ. ف. ب.)، تقريرا عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لُبنان، جاء فيه: "... تلقى الأُستاذ الجامعي علي مراد عبر هاتفه، شريط فيديو أرسله صديق محذرا إياه من قسوته. وقد كانت تلك صُور لتفجير إسرائيل منزل عائلته في جنوب لبنان.

ويروي مراد المُتحدر من قرية عيترون:

-أرسل إلي صديق من القرية مقطع الفيديو. وقال لي أن أحذر ولا أسمح لوالدي بمُشاهدته.

في الفيديو الذي انتشر على شبكة الإنترنت، رأى مراد المنزل العائلي الذي بناه والده وأعمامه، في قرية حدودية مع إسرائيل، يُفجر على أيدي جُنود إسرائيليين.

ويقول إن والده شاهد الفيديو، ولكنه كان قويا جدا عند تلقي الخبر.

شارك مراد الصُور على حسابه على منصة (فيسبوك)، مُحددا المنزل الذي يبعد (أقل من كيلومتر) عن الحُدود بخط أخضر.

وكانت "الهيئة الوطنية اللُبنانية لحُقوق الإنسان"، التقطت الصُور مِن الجو، ونشرتها على موقعها الإلكتروني. وتُظهر اللقطات انفجارات مُتتالية لمنازل عدة، مبنية على سفح تلة. ينفجر منزل عائلة مراد، ومن ثم ينهار، مُغلفا بسحابة من الدُخان.

وفي أواخر تشرين الأول 2024، بثت "القناة 12 الاسرائيلية"، مقطع "فيديو"، يُظهر أحد صحافييها إلى جانب جُنود إسرائيليين، يضغط على جهاز لإحداث تفجير في الجنوب. وأثار المقطع غضبا على مواقع التواصُل الاجتماعي في لُبنان، على ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية".

جرائم حرب

واعتبرت "الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان"، في تقرير نشرته، أن "العملية العسكرية الإسرائيلية الرامية إلى إحداث منطقة عازلة على طول الحُدود في جنوب لبنان... تُشكل جريمة حرب تتمثل في التدمير غير المبُرر والمُمنهج للمساكن المدنية".

وتابعت: "دمر الجيش الإسرائيلي، مُستخدما الغارات الجوية والجرافات والتفجيرات المُتحكم بها يدويا، المباني المدنية في شكل غير قانوني، وسوى أحياء كاملة بالأرض، بكل ما فيها من منازل ومدارس ومساجد وكنائس ومزارات ومواقع أثرية".

كما وأشارت إلى "تجريف الأراضي الزراعية وشبكات المياه، ومحطات تحويل الطاقة، ومحطات الطاقة الشمسية والآبار الارتوازية".

واستند خُبراء الهيئة إلى صور من الأقمار الاصطناعية، بين تشرين الأول 2023، وتشرين الأول 2024، رصدت "تدميرا غير مُبرر ومُمنهج في ثماني قرى لبنانية على الأقل".

تفجير بلدات بكاملها

في 7 تشرين الثاني 2024، فجر الإسرائيليون بالكامل، بلدة ميس الجبل، ومحوها عن الخريطة. لقد تحولت في لحظة إلى رماد!. وقد جاء ذلك في اليوم التالي لإعلان انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولاية ثانية.

وكأن التفجير رد من رئيس الحُكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على وعد الرئيس الأميركي المُنتخب، دونالد ترامب، بوقف الحرب في الشرق الأوسط.

وميس الجبل ليست البلدة الأولى التي تردمها "إسرائيل" عن بكرة أبيها في لبنان، ولم تكُن الأخيرة!.

لقد تلاشت مُنذ زمن، ادعاءات إسرائيل بأنها تستهدف "الإرهابيين" في لبنان. وبات الشعب اللبناني بكامله "إرهابيا"، في حسابات مَن يُمارس الإرهاب الفعلي!.