أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبريّة، إلى أن انتخاب المرشّح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرّئاسيّة الأميركيّة، جلب راحةً للعديد من الأنظمة العربيّة، لافتةً إلى أنّ قبل الانتخابات، كان كبار المسؤولين العرب حذرين بشأن التّعبير عن تفضيلهم لأيّ مرشّح، لأسباب واضحة، لكن يُعتقد أنّ الكثيرين فضّلوا ترامب على منافسته كامالا هاريس. واعتبرت أنّ إعادة انتخاب ترامب هي أخبار جيّدة للدّول العربيّة، ولكن من نواح كثيرة أيضًا لإسرائيل.
ولفتت إلى أنّ العديد من الزّعماء العرب الرّئيسيّين كانوا على دراية مسبقة بترامب وفريقه، موضحةً أنّه خلال فترة ولايته السّابقة، كان لدى ترامب سياسة واضحة تتمثّل في عدم التّدخّل في الشّؤون الدّاخليّة للدّول الأجنبيّة، ومن المتوقّع أن تواصل إدارة ترامب الثّانية هذا النّهج، ممتنعةً عن انتقاد الأنظمة في قضايا مثل الحرّيّة السّياسيّة وحقوق الإنسان، بما يتماشى مع تفضيلات هذه الأنظمة.
وذكرت الصّحيفة أنّ هناك توقّعًا، وخاصّةً بين دول الخليج، بأن يتبنّى ترامب موقفًا أكثر صرامة تجاه إيران من سلفه جو بايدن. ويرى كثيرون في الخليج أنّ ثقة إيران المتزايدة وثقة وكلائها، كما يتّضح من هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأوّل من العام الماضي، مرتبطة بالنّهج المتساهل نسبيًّا الّذي اتخذته الولايات المتّحدة تجاه إيران في عهد إدارة بايدن.
وأوضحت أنّ علاوةً على ذلك، تنظر الدّول الإقليميّة إلى ترامب باعتباره يتمتّع بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والأهم من ذلك باعتباره يتمتّع بنفوذ كبير عليه، إلى الحدّ الّذي قد يؤثّر على قراراته، مركّزةً على أنّ دول الجوار الإسرائيلي تأمل أن تنتهي الحرب في غزة بسرعة، وهي الحرب الّتي زادت الضّغوط عليها من جانب مواطنيها والعناصر المتطرّفة في المنطقة، وتأمل هذه الدّول بأن يضغط ترامب على نتانياهو لإنهاء الحرب حتّى قبل أن يتولّى ترامب منصبه.
كما بيّنت أنّ التّطبيع الإسرائيلي السّعودي عاد إلى الطّاولة من جديد، وتتوقّع السعودية أن تكون إدارة ترامب الثّانية أكثر سخاءً من إدارة بايدن، فيما يتعلّق بالحوافز المقدّمة للرياض مقابل التّطبيع مع إسرائيل، وتبنّي موقف أكثر صرامة تجاه إيران، والضّغط على نتانياهو.
وأضافت الصّحيفة، أنّ العلاقات الشّخصيّة الّتي تربط ترامب بقادة إقليميّين رئيسيّين ونفوذه على نتانياهو، والّتي قد تؤدّي إلى تنازلات إسرائيليّة تتماشى مع توقّعات السّعوديّة، مثل تعزيز حلّ الدّولتين مع الفلسطينيّين، تزيد من احتمال تجديد عمليّة التّطبيع بل وحتّى تسريعها.