بعد أن حاول البعض تفسير كلام امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم عن ضرورة أن يصدر الجيش بياناً تفصيلياً حول حادثة الإبرار الإسرائيلي في البترون وخطف مواطن لبناني، على أنه هجوم على الجيش، أعاد المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف تصويب المسألة عندما قال: "علاقتنا بالجيش الوطني كانت وستبقى قوية ومتينة، ونحن المؤمنين بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ونقول لمن قاتلوا الجيش وقتلوا ضباطه إنكم لن تستطيعوا فك الارتباط بين الجيش والمقاومة".
كان من الضروري قيام الحزب بهذا التوضيح لكي لا يُبنى على الفتنة بين الجيش والمقاومين، خصوصاً بظل ازدياد الحديث عن مساع تقوم بها دول غربية لتحمل الجيش اللبناني مسؤولية الأمن في الجنوب وعلى الحدود، وهو ما لا يمانع به حزب الله مطلقاً، وتُشير مصادر سياسية مطّلعة إلى أن الحزب لم يعارض في السابق انتشار الجيش، ولا يعارضه في أيّ تسوية مستقبلية، إنما هو يرفض تماماً ما يعمل لاجله البعض بوضع الجيش مقابل المقاومة.
لا يخفى على حزب الله العمل على صدام مستقبلي بين الجيش والمقاومة في الجنوب، فعندما يقول البعض ومنهم اسرائيل أنّ الجيش بعد ان ينتشر سيعمل على تدمير ما تبقى من بنى تحتية للحزب يعني أن الهدف هو الصدام، وهو ما لا يقبل به.
تؤكد المصادر أن علاقة حزب الله بالجيش اللبناني علاقة متينة ومميزة، على عكس ما يُشاع ببعض الأوساط السياسية، مشيرة إلى أن اعتبار قائد الجيش كأحد المرشحين الرئاسيين البارزين بوجه المرشح المدعوم من حزب الله سليمان فرنجية لا يُفسد بالودّ قضية، مشددة على أن حزب الله يتعامل مع قائد الجيش انطلاقاً من موقعه الحالي ولا يربط بين قيادته للجيش ومسألة الرئاسة.
بحسب المصادر فإن التواصل بين حزب الله وقائد الجيش اللبناني ومؤسسة الجيش لم ينقطع أبداً، وما جرى مع مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا الذي كان مسؤولاً عن هذا التواصل لم يؤد إلى قطع الإتصال، مشيرة إلى أن الاتصالات قائمة بشكل يوميّ، خصوصاً بما يتعلق بالجبهة في الجنوب، لذلك لن ينفع اللعب على وتر الخلاف بين الجيش والمقاومة.
كذلك ورغم ما يُقال عن موقف الثنائي الشيعي من التمديد لقائد الجيش جوزاف عون، فإن حزب الله لم يقدّم أي موقف بعد، شأنه شأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فبالنسبة للثنائي لا ضرورة لإطلاق مواقف اليوم قبل أسابيع من انتهاء الولاية، لأن الاحداث القائمة اليوم تفترض التروي وانتظار المستجدات التي يرسمها الميدان، وتشدد المصادر أن لا موقفاً سلبياً من حزب الله تجاه التمديد الذي تسعى إليه قوى محلية وإقليمية ودولية، حيث تتوقع أن يمرّ كما مر العام الماضي بحال كان هناك ضرورة له، اما بحال توقفت الحرب وتم انتخاب رئيس للجمهورية فيصبح التمديد دون جدوى، على اعتبار أنه بالإمكان عندها تعيين قائد جديد للجيش، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الثنائي سيكون حريصاً على مؤسسة الجيش ووحدتها واستمراريتها.