على وقع التسريبات الإسرائيلية المتكررة، بإمكانية الذهاب إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، على الجبهة اللبنانية، خلال وقت قريب، تتوجه الأنظار غداً الى اللقاء، الذي يجمع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على إعتبار أنه سيكون المؤشر الأبرز لكيفية تعاطي الولايات المتحدة، في الفترة الفاصلة عن يوم 20 كانون الثاني المقبل، مع الملفات الخارجية الهامة.
في هذا المجال، لا تزال تُطرح الكثير من السيناريوهات حول الواقع على الجبهة اللبنانية، خصوصاً بالنسبة إلى كيفية تعاطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع التطورات، بعد أن كان يسعى إلى أن يكون لاعباً مؤثراً في الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة، وبالتالي المرحلة التي كان يناور فيها إنتهت مع ظهور نتائج تلك الإنتخابات.
هنا، تذهب مصادر سياسية متابعة إلى الحديث، عبر "النشرة"، إلى أن فرص التسوية اليوم أكبر من السباق، انطلاقاً من أن العمليات العسكرية باتت شبه روتينية، منذ أسابيع، ما يوحي بأن ليس هناك من قدرة، لدى مختلف الجهات، على الذهاب إلى المزيد من الخطوات التصعيديّة، بناء على المدى المسموح به لكل منها، ما يفتح الباب أمام البحث عن الحلول الدبلوماسية.
بالنسبة إلى هذه المصادر، من الضروري الإشارة إلى أن تل أبيب من الممكن أن تذهب إلى بنك أهداف أوسع، لكن الضوابط الأميركية تحول دون ذلك، أما "حزب الله" فلا يزال يعمل ضمن الوتيرة التي لا تقود إلى توسيع المواجهات، على قاعدة أن المطلوب إسقاط الأهداف الإسرائيلية من الحرب، من دون إغلاق أبواب الحلول، وإلا لكن ذهب إلى عمليات من خارج إطار الأهداف العسكرية، التي لا يزال يحصر عملياته بها.
بالإضافة إلى ما تقدم، ترى المصادر نفسها أنه على المستوى الأوسع لهذا الصراع، تظهر الرغبات في تفادي ما هو أخطر، على قاعدة أن فرص الاحتواء لا تزال قائمة، ما قد يُفسر المرونة التي تظهرها إيران، إلى جانب العديد من الجهات الإقليمية الأخرى، التي تعتبر أن خروج الأمور عن السيطرة ستدفع ثمنه المنطقة برمتها.
انطلاقاً من ذلك، يبقى السؤال الأساسي يتعلق بالموقفين الأميركي والإسرائيلي، لا سيما بالنسبة إلى توقيت التسوية، أي إمكانية أن تحصل قبل تسلم ترامب مهامه بشكل رسمي، ما يتطلب، بشكل أو بآخر، التعاون مع إدارة بايدن.
في هذا الإطار، تشير المصادر السياسية المتابعة إلى أن سلوك الرئيس الأميركي المنتخب يوحي بأنه يريد الإنتهاء من الواقع القائم قبل تنصيبه، في حين أن نتانياهو لا يتسطيع أن يمانع ذلك بسبب حاجته إلى عدم الصدام مع رئيس منتخب في بداية ولايته، وبالتالي فإن الأمور، في حال كان ترامب جاداً بالسعي إلى الوصول إلى تسويات، ستتقدم بسرعة.
من وجهة هذه المصادر، الأمور لا تتوقف فقط على رغبة ترامب نفسه، بل تعود أيضاً إلى المصالح الأميركية، على إعتبار أن تصاعد وتيرة المعارك، في الفترة المقبلة، يهدد بحرب تمتد على مستوى المنطقة، الأمر الذي لا تزال واشنطن ترى أن لا مصلحة لها فيه، كما أن غالبية حلفائها في المنطقة يرفضون ذلك، بدليل حرصهم على رفع وتيرة التنسيق مع طهران.
في المحصلة، تلفت المصادر نفسها إلى أن ما يمكن الحديث عنه، في الوقت الحالي، هو إنطلاق البحث الجدي عن الحلول، لكنها تفضل عدم إعطاء أي موعد حول المدى الذي من الممكن أن تذهب إليه المشاورات، نظراً إلى أن المواجهة الدبلوماسية قد تكون أقصى من العسكرية، لا سيما أن السقوف الموضوعة، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي، لا تزال مرتفعة، ما قد يفرض الذهاب إلى المزيد من التصعيد، الهادف إلى "دوزنة" تلك السقوف.