يسود القلق مختلف الأوساط نتيجة تأكيد خبر السير بمشروع وضع المهجرين من قرى الجنوب والبقاع وبعلبك والضاحية في منازل جاهزة على مشاعات الدولة، وهذا الكلام ليس مجرّد "تخمين" أو تكنهات بل هو أصبح مشروعا قائماً يُدرس ويتابعه وزير الأشغال علي حميّة.
لا تخفي مصادر مطلعة قلق الكنيسة المارونية من هذا الموضوع، وتشير الى أننا "نتحدّث فيه لنرى ما هو البديل كون المستقبل غامض ولا يوجد شيء ثابت، فلماذا لا تكون الخارطة الجديدة هي إرسال تلك المنازل الجاهزة الى الجنوب. ولكن السؤال هنا: "هل ستقدر الدولة في الخارطة الجديدة على القيام بذلك؟ وهل سيُسمح لأهالي قرى الجنوب بالعودة الى قراهم"؟.
لا يُمكن فصل ما تقوم به إسرائيل اليوم من تدمير ممنهج لقرى بأكملها في الجنوب، ولو أنها تفعلها بحجّة مزاعم وجود بنى تحتية لـ"حزب الله"، عن المخطط المعروف بـ"الشرق الاوسط الجديد". وهنا تسأل المصادر "هل الشرق الأوسط الجديد الذي لطالما سمعنا عنه ينصّ على مساحة آمنة في الجنوب؟ وهل هذا التدمير الذي تقوم به اسرائيل من أجل شيء آخر"؟.
تؤكد المصادر أنه "لا يُمكن فصل مشروع المنازل الجاهزة للمهجرين عن قضية وجود حوالي مليوني نازح سوري في لبنان وعن المخطط لتوطين هؤلاء في البلد"، و تلفت الى أنه "طُرحت على الجهات المانحة عدّة بدائل أولها هو تواجد السوريين في مساحات آمنة في سوريا، خصوصا وأنه جرى التأكيد مع تلك الجهات أن السوريين لديهم الملاذ الآمن، فمن هرب في وقت الحرب منهم يستطيع العيش في وقت السلم هناك"، ولكن تلفت المصادر الى أنه "ورغم كلّ هذه الطروحات فإنه لا يوجد لدى الجهات المانحة أي جواب".
أبعد من ذلك، تشدّد المصادر على أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كلّف أشخاصاً لمتابعة هذا الموضوع". وتشير الى أن "الحديث عن مشروع المنازل الجاهزة بدأ مع التأكيد على ضرورة ايجاد مأوى للمهجرين لفتح المدارس للطلاب، إذ إنه يجب افراغ المدارس الرسمية ممّن لجأ اليها من أجل عودة الطلاب الى صفوفهم، لا سيّما وأن المدارس الخاصة عادت الى التدريس بشكل عادي جداً".
تعتبر المصادر أن "المساواة بين المدارس الخاصة والرسمية ضروريّة، ولكن الأهمّ من هذا كلّه وضع سؤال على السكّة، هل الهدف من وضع المنازل الجاهزة هو تحرير المدارس الرسميّة أم هو حقيقةً حلّ لتثبيت النازحين"؟.
لا ندري ماذا سنقول ولبنان يواجه خطر مشروع تهجيري وتدميري، ولكن الأكيد أن المشروع المذكور على مشاعات للدولة سيخلق مشاكل وتشنجات اجتماعية بين النازحين وأبناء المناطق، وحتماً ستكون تداعياته خطيرة على لبنان... والأهمّ: يجب على من يؤيدونه ويجدون فيه حلاً أن يدركوا أنه قد يكون مشروع فتنة متنقلة في المناطق إذا تمّ...