رأى مدير عام الآثار سركيس خوري أن "ما يقوم به الاسرائيلي اليوم عبر محو القرى اللبنانية هو عملياً حرب ثقافية، فهذه الصناعة عمرها آلاف السنين وهي متوارثة، وهذا يدلّ على أننا نسكن في هذه الأرض منذ آلاف السنين"، مؤكدا أنها "حرب على الهويّة ويسعى الاسرائيلي من خلال التدمير الذي يقوم به أن ينزعنا من جذورنا ليقولوا إننا لم نكن هنا ولا في أيّ مرّة".

وأكد خوري لـ"النشرة" أن "الجيوش التي كانت تهاجم لبنان لم تمحي الآثار"، لافتا الى أن "هناك مواقع أثرية معروفة وأخرى غير محفورة أو غير معروفة، وبالتالي بتدمير القرى والمواقع كالذي يحدث في صور على سبيل المثال، هنا العدو الاسرائيلي لا يتعدّى فقط على تاريخنا بل وعلى مستقبلنا أيضا لأنه يقوم بمحو معلومات لم ننبشها أصلاً لأن هناك بلدات أسفلها آثار ولم نقم بنبشها بعد".

وفي موضوع قصف محيط قلعة بعلبك، أِشار سركيس خوري الى أنه "وحتى ولو لم يقصف الاسرائيلي القلعة مباشرة ولكنه قصف موقف السيارات خارج القلعة، وتحته آثار غير "منبوشة"، مشددا على أنه "لا يمكن تحديد حجم الضرر في القلعة ويجب أن نقوم بتقييم انشائي لنعرف ما هي الاثار على المعلم، ولكن القصف بجانبه سيؤدي الى اهتزازات وبعد ثلاثة أو اربع سنوات سنكون أمام مشاكل وقد تؤدي الى انهيارات".

ولفت سركيس خوري الى أنه "وفي منطقة البقاع هناك 250 تلة أثرية". شارحا أنه "وبالاجمال كلما سمعنا ببلدة في البقاع تبدأ بتلّ يكون فيها موقع أثري وهي محمية بالقانون الدولي"، مشيرا الى أن "لبنان وقّع عدة اتفاقيات دوليّة لحماية الاثار أولها اتفاقية لاهاي في العام 1954 واتفاقية الاونيسكو في العام 1972، والاولى تتضمن بروتوكولين يسمحان بحماية معزّزة للمواقع الاثرية بمعنى إذا اعتدي عليها يتعرّض المُعتَدي لمحاكمة دولية، وبالمقابل نحن كدولة نتعهّد بعدم استعمال هذه المواقع لغايات عسكريّة"، مشددا على أننا "سنطالب بتصنيف 34 موقعا لتعزيز حمايتهم وفق اتفاقية لاهاي".