أقامت الجامعة اليسوعية لمناسبة اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث الطرق حفل تسليم الشهادات لطلاب الماستر في إدارة السلامة على الطرق دورة 2023 - 2024 في حرم كلية العلوم والابتكار - مار روكز.

واشار عميد كلية الهندسة في الجامعة وسيم رافايل، الى أن "بينما نحيي ذكرى ضحايا حوادث الطرق، تتفاقم آلام مجتمعنا بسبب الصعوبات التي تفرضها الحرب التي تجتاح لبنان حاليا. إن الخسائر البشرية، سواء بسبب ويلات هذه الحرب أو مخاطر الطريق، هي جراح عميقة، لكنها تكشف أيضًا عن قوة شعب يرفض الاستسلام. ومن خلال الجمع بين العقول المستنيرة والقلوب الملتزمة نؤكد أن مقاومتنا متجذرة في المعرفة، وأننا من خلال التعليم والمثابرة الفكرية والمشاركة المدنية سنبني مستقبلًا أكثر أمانًا".

وتحدث عن حوادث الطرق، قائلا "في لبنان عام 2019 بلغ معدل الوفيات حوالى 27.9 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، وفي عام 2024، سيرتفع هذا المعدل أكثر. وبحسب البنك الدولي، فإن وضع المرور والطرق في لبنان أصبح الآن من بين الأسوأ في العالم، وقد أصبح أكثر خطورة من ذي قبل منذ بداية الأزمة الاقتصادية في عام 2019. وهذه الأرقام مثيرة للقلق، بسبب الافتقار إلى البنية التحتية عالية الجودة والنمو القوي في عدد المركبات".

بدوره، لفت رئيس الجامعة اليسوعية الاب سليم دكاش، الى أننا "نجتمع اليوم في سياق مؤلم، لا يتميز فقط بإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، بل أيضًا بمعاناة ضحايا الحرب المشتعلة ضد بلدنا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. إن هذا العبء المزدوج من الخسارة، سواء بسبب الطرق أو الحرب، لا يؤدي إلا إلى تعزيز عزمنا على مواصلة مهمتنا المتمثلة في الصمود والمقاومة. ومن الواضح أن القلق الذي يعيشه اللبنانيون هو سبب تعدد الحوادث على الطرق العامة. إن هذا الحفل، بعيدًا من كونه مجرد تخرج، هو عمل إيمان بمستقبل بلدنا، ومستقبل جامعتنا، وبخاصة أننا نحتفل بتأسيس جامعتنا قبل 150 عامًا".

وأكد أن "السلامة على الطرق قضية أساسية في لبنان والعالم. وعلى الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، وبخاصة في البلدان المتقدمة، فإن الوضع لا يزال مثيرا للقلق في العديد من المناطق، وبخاصة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي لبنان، لا تزال الطرق تتسبب بخسائر فادحة، حيث يسقط الآلاف من القتلى والجرحى كل عام. وتؤكد هذه الأرقام المأسوية الحاجة الملحة إلى تعزيز جهودنا الوقائية والتوعية لحماية كل حياة على الطريق. هذه الأرقام شجعتنا وتشجعنا اليوم على مواصلة برنامج الماستر الخاص بنا. واليوم، بينما نكرم دفعة الماستر لعام 2023-2024، فإننا نفعل ذلك بروح المسؤولية الجماعية.

اما وزير الاعلام زياد مكاري، اعتبر أن "المتخرجين يقومون بحماية الإنسان وحماية أولادنا لكن الناس في بلدنا لا تعرف قانون السير ولا تعرف الطرق وكيفية السير عليها". وأشار إلى أنه منذ استلامه وزارة الإعلام رغب في أن تكون الوزارة اكثر "انسانية وقريبة من الناس ومن همومها ومن المشاريع التي تهمها". وقال: "على الحكومة أن تكون شريكة الاجيال مثلكم، فلا يمكننا أن نستمر لوحدنا، وكلي امل أنه عندما تنتهي هذه الحرب، نرجو أن تكون الأخيرة، فلدينا الكثير من العمل والتنظيم والحماية لمجتمعنا وهذا لا يتم الا بمشاركة الجامعات مثل الجامعة اليسوعية".