لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا في كاتدرائية مار جرجس في ​العاقورة​ بعد إعادة تأهيلها، بدعوة من راعي أبرشية جبيل المارونيّة المطران ميشال عون وخادم رعية العاقورة الخوراسقف رزق الله أبي نصر، تمّ خلاله تثبيت ذخائر مار جرجس والأخوة المسابكيين، إلى أنّ "جمال هذه الكنيسة بحلّتها الجديدة، يعكس جمال نفوسكم يا أبناء وبنات العاقورة الأحبّاء، وقد توّجتم الدّعوة إلى هذا الإحتفال بكلمة بولس الرسول: "أنتم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم" (1 كور 16: 3). فمبروك عليكم كنيسة مار جرجس الجميلة، جمال نفوسكم كهيكل الله".

واعتبر أنّ "هذه الكنيسة الجميلة هي المكان الأنسب لعبادة الله، الحاضر هنا فيها: يكلّمنا عندما نقرأ كتبه المقدّسة، يلهمنا بأنوار روحه القدّوس، يخاطب قلوبنا عندما نصغي إليه بتأمّل وصمت. الله حاضر في الجماعة المصليّة كما وعد: "حيثما يجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، أكون هناك بينهم" (متى 18: 20)"، موضحًا أنّ "الليتورجيا هي أداة اللّقاء بين الله والإنسان المؤمن. في هذا اللّقاء يوحي إليه تصميمه الإلهيّ، ويكشف له عن إرادته، وعن دور هذا الإنسان في التّصميم الإلهيّ هذا".

وأشار البطريرك الرّاعي إلى "أنّنا نرفع صلاتنا الليترجيا، بشفاعة مار جرجس والقدّيسين الشّهداء الإخوة المسابكيّين: فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل، لكي يوقف الله بقدرته الحرب الدّائرة بين "​حزب الله​" وإسرائيل، ويحلّ سلامًا عادلًا ودائمًا وشاملًا، ولكي يمسّ ضمائر معرقلي انتخاب رئيس للجمهوريّة، بحيث يقوم نوّاب الأمّة بواجبهم الوطنيّ المشرّف، ويلتئموا في المجلس النّيابي بروح المسؤوليّة وينتخبوا الرّئيس في دورات متتالية".

وأضاف: "أنّنا نذكر بصلاتنا النّازحين من بيوتهم المتهدّمة، ومن مناطقهم المهدّدة، لكي يعودوا إلى مناطقهم. وإنّنا نحيّي كلّ الذين يعتنون بهم، لكي يعزّوا قلوبهم الجريحة"، خاتمًا: "يا ربّ، يا أبا الجميع، ترأف بشعب ​لبنان​، وأبعد عنه الحرب وازرع السّلام".

من جهته، توجّه المطران عون إلى الرّاعي بالقول: "تزور الأبرشيّة الّتي أحببتها والّتي خدمتها طيلة 23 سنة، تزور العاقورة أرض القداسة والبطولة والصّمود، وحضورك معنا بركة وتشجيع، ودعوة لكي نثبت بإيماننا ومحبّتنا لكنيستنا والى الله، وحضورك دعوة في هذه الأيّام الصّعبة كي لا نخاف ولكي تبقى ثقتنا بربّنا قويّة ونبقى أبناء الرّجاء. ونحن فخورون بزيارتك لتبارك هذه الأبرشيّة الّتي ضحيت من أجلها، وتجدّدنا بالإيمان في ختام أسبوع تجديد البيعة، لكي تكون مسيرتنا في قلب هذه السّنة الطّقسيّة الجديدة؛ مسيرة قداسة بكلّ ما للكلمة من معنى".