لم يحدد المبعوث الاميركي آموس هوكشتين مواعيد زياراته إلى بيروت وتل ابيب وباريس بدءاً من الغد، الاّ بعد تفاعل لبنان مع جهود واشنطن في مشروع الاتفاقية لوقف الحرب الإسرائيلية: اطّلع الاميركيون مباشرة على موقف لبنان بعد زيارة السفيرة الاميركية ليزا جونسون عين التينة، وتسجيلها ملاحظات رئيس مجلس النواب نبيه بري على المسوّدة فور استلامه بنودها، واساسها رفض لبنان لحرية التدخل العسكري الاسرائيلي والمراقبة الجوية، بإعتبار انها عناوين استمرارية للحرب وليس وقفها، مما جعل بري يبعد تلك الافكار عن النقاش اساساً، لكن تل ابيب تضعها في سياق "الدفاع عن النفس" وهو ما يتطلب من الاميركيين حالياً ايجاد مخرج خلال لقاءات هوكشتين في بيروت وتل ابيب.
امّا البند الذي تطلّب النقاش بهدف التعديل، فهو ما يتعلق بلجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701، من دون وجود رفض او فيتو كامل على تفاصيله.
تعاطى برّي بدبلوماسية الساعي إلى التجاوب مع الجهود الاميركية، لوقف الحرب سريعاً، و رمي كرة المسؤولية في ملعب الاسرائيليين، وسجّل نجاحاً لافتاً بعملية التفاوض التي انطلقت منذ وصول مسودّه الاتفاقية التي أعدتها واشنطن، فأبقى اتصالاته طي الكتمان، ولم يُعلن الاّ عما يتناسب مع قرار إنجاح التفاوض.
وبحسب المعلومات، فإن "حزب الله" والايرانيين عبر زيارة موفد المرشد الأعلى علي لاريجاني، وقفوا خلف برّي، لإتخاذ ما يجده مناسباً لوقف الحرب، من دون انتظار جواب رسمي، قيل انه وصل من الحزب إلى عين التينة مساء الاحد.
وبإنتظار مجيء هوكشتين، تؤكد كل المعطيات تفاؤل اللبنانيين والأميركيين بالوصول إلى حل سريع، ستتم فكفكة آخر عقده بين هوكشتين والإسرائيليين وجهاً لوجه نهار الاربعاء، خصوصاً بعدما تبيّن ان لجنة الإشراف على تطبيق القرار الدولي ستنبثق من الدول التي تشارك اساساً في قوات اليونفيل، لتبقى مسألة التدخل العسكري المحتمل تحت عنوان "الدفاع عن النفس" موضع نقاش مفتوح.
ويعود التفاؤل في فرض وقف النار، بشكل اساسي، إلى القرار الاميركي الجاد عند كل من الادارة الحالية والرئيس المنتخب دونالد ترامب بوجوب وقف الحرب الإسرائيلية، وهو ما يدركه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جيداً، خصوصاً بعد استنفاده بنك الاهداف، والدخول في مسار الاستنزاف العسكري والاقتصادي لإسرائيل في جبهتها الشمالية.
ويجزم المطلعون على مسار المفاوضات ان الخميس المقبل قد يشهد ولادة الحل في باريس، كآخر محطة لجولة هوكشتين بعد بيروت وتل ابيب.