بعد ما يقارب الشهرين على العدوان الإسرائيلي، لم يكن اللبنانيون ينتظرون إلا الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار من أجل إستعادة بعض الهدوء، بعد أن أرهقتهم، مادياً ونفسياً وجسدياً، هذه الحرب، لكن بعض المجرمين في الداخل قرروا إستمرار العدوان بطريقة مختلفة، من خلال عمليات إطلاق النار في الهواء بشكل عشوائي، الأمر الذي يعرض حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر.

حتى الآن، لم تتوقف هذه الأعمال الإجرامية، التي بدأت مباشرة بعد بدء تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار، وكأن هؤلاء يريدون أن يقولوا أن هذا الإتفاق لا يشملهم، مفضلين الإستعراض بأسلحتهم على أساس أنهم "أقوياء"، في حين أنهم في الواقع جبناء لا يعرفون إلا التسبب بالضرر لغيرهم، وإلا لكانوا، في الفترة الماضية، في القرى الحدودية يخوضون المواجهات ضد الجيش الإسرائيلي.

في مطلق الأحوال، هؤلاء لن "يتربوا" إلا إذا تدخلت الأجهزة العسكرية والأمنية لوضع حدّ لهذه الظاهرة، بالرغم من المهام الكثيرة الملقاة على عاتقها في الأيام الحالية، حيث أن المطلوب أن تتحرك تلك الأجهزة لتوقيف هؤلاء، الذين لا يعيرون أي إهتمام بحياة الناس، ولا يقدرون الظروف الصعبة التي مروا بها.