توقفت الحرب بعد التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار، رغم كل ما يجري في المناطق الحدودية الجنوبية، عاد النازحون إلى مناطقهم، مع استمرار بقاء القرى القريبة من الحدود فارغة، ومع العودة بدأت تظهر الصعوبات التي سترافق رجوع السكان إلى المنازل، حتى تلك التي لا تزال سليمة، في الضاحية والجنوب.

بعض سكان القرى التي تعتبر في النسق الثاني نسبة للمسافة عن الحدود لم يكونوا يعرفون شيئاً عن منازلهم ووضعها، يقول أحد أبناء بلدة تبنين الجنوبية، مشيراً عبر "النشرة" إلى أنه قرر مع وقف إطلاق النار التوجه لوحده إلى بلدته وترك عائلته في المنزل الذي نزح إليه في الكورة للقيام باستطلاع للبلدة، فوجد أن المنزل لا يزال موجوداً، إنما هناك استحالة للبقاء فيه في هذه الفترة بسبب غياب المتطلبات اللازمة لذلك، فلا الكهرباء حاضرة ولا المياه، ولا حتى المحال التجارية التي يمكن أن تلبي طلب العائدين فعاد إلى الكورة.

في الضاحية لا يبدو الوضع أفضل، ولو أن عائلات كثيرة قررت العودة للمنازل حتى "عالشمعة"، وبحسب مصادر مطلعة على ملف الترميم وإعادة البناء في الضاحية، فإن الأولوية اليوم هي لفتح الطرقات بشكل طبيعي لتأمين حركة انتقال المواطنين، الأمر الذي سيترافق مع تصليحات تحصل بشكل يومي لشبكات المولدات، بحيث من المتوقع أن تعود الطاقة بدءاً من الساعات المقبلة، مشيرة إلى أن الأولوية الثانية ستكون للترميم، وفي هذا السياق تكشف المصادر عبر "النشرة" أن رسالة بدأت بالوصول إلى السكان، في الضاحية وغير الضاحية، تقول بأن من يرغب بترميم منزله بحال كانت الأضرار بسيطة، ما عليه سوى تصوير الضرر قبل تصليحه والاحتفاظ بالفواتير، لكي يُصار الى دفعها لاحقاً.

في الضاحية الكثير من السكان الذين فضّلوا الانتظار بضعة أيام قبل العودة إلى السكن فيها، إفساحاً في المجال أمام فتح الطرقات ورفع الركام، عودة التيار الكهربائي، والاهم زوال الروائح الكريهة التي خلفتها التفجيرات والصواريخ، فهذه المخلفات قد تكون مضرة للصحة ويُفضل انتظار زوالها.

بحسب المصادر فإن لجان الكشف على الأضرار بدأت تتشكّل، كاشفة أن الكشوفات ستحصل من قبل لجان هندسية متخصصة، فهناك قرار بأن الأبنية التي يصل ضررها الى نسبة 30 بالمئة ستُهدم ويُعاد البناء، مشيرة إلى أن الزمن المرصود في خطة إعادة الإعمار يتراوح بين عام و5 أعوام.

في الجنوب، شمال الليطاني فإن الوضع يبدو أفضل، كذلك في البقاع رغم فاتورة الدم والدمار الكبيرة التي دُفعت، أما سكان جنوب الليطاني، فتُشير المصادر إلى أنهم حالياً عادوا إلى مناطق النزوح منذ بداية الحرب في تشرين الأول من العام الماضي حتى أيلول من العام الجاري، بينما النازحين السوريين فسيُصار الى التشدد بعودتهم، فهناك بحسب معلومات "النشرة" بلديات قررت رفض استقبال النازحين السوريين الذين لا يملكون أوراقاً رسمية ورخص عمل، خصوصاً بعد أن تبين أن بإمكانهم العودة الى سوريا دون أي مشاكل أمنية.