توجّه الأمين العام لـ"حزب الله" الشّيخ نعيم قاسم، إلى "شعب المقاومة"، قائلًا: "صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان الى آخر وأبناؤكم قاتلوا في الوديان وعملوا كل جهدكم لمواجهة العدو"، مشيرًا إلى "أنّنا عندما أطلقنا جبهة المساندة كرّرنا أننا لا نريد الحرب ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها العدو الإسرائيلي".
ولفت في كلمة له، إلى أن "العدوان الإسرائيلي كان خطيرًا جدًا وآلمنا وجعلنا نعيش حالة من الإرباك لعشرة أيام، لكن "حزب الله" استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجددًا ووقف صامدًا على الجبهة، وبدأ بضرب الجبهة الداخلية للعدو، وألحق خسائر كبيرة جدًا بالكيان الصهيوني".
وشدد الشيخ قاسم على أن "الحرب بناها الاحتلال منذ 64 يومًا على أساس إبادة حزب الله وإعادة سكان الشمال والعمل على بناء شرق أوسط جديد"، موضحًا أن "الإسرائيلي توقّع أن يُنجز أهدافه خلال وقت قصير بعد ضرب منظومة القيادة وإمكانات كانت موجودة لدينا". وركّز على أن "خلال هذه الحرب، بات هناك مئات الآلاف من النازحين في إسرائيل بدل الـ70 ألفًا، وأثبتت المقاومة بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها الأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله فعّالة وتأخذ الاعتبار كل التطورات".
وأكد أن "صمود المقاومين الأسطوري أرعب الجيش الإسرائيلي وأدخل اليأس عند سياسييه وشعبه"، مبيّنًا "أنّنا لم نُرِد الحرب منذ البداية، ولكن نتيجتها بإيقافها أردناها من موقع قوّتنا وتحت النار"، مشيرًا إلى أن "العدو راهن على الفتنة الداخلية مع المُضيفين وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى".
وأضاف: "نعلن أننا أمام انتصار كبير في معركة "أولي البأس" يفوق النصر الذي تحقّق في تموز عام 2006. انتصرنا لأننا منعنا الكيان الصهيوني من إنهاء وإضعاف المقاومة وتدمير حزب الله، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كلّ جانب".
كما شرح قاسم أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار ليس معاهدة أو اتفاقا جديدًا، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات نتفيذية لها علاقة بالقرار 1701، وهو يؤكد على خروج الجيش الاسرائيلي من كل الأماكن التي احتلّها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني"، لافتًا إلى أن "الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع".
وأعلن أن "التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ولا يراهن أحد على أي خلاف بيننا"، موضحًا أنّ "نظرتنا للجيش اللبناني هي أنه جيش وطني قيادةً وأفرادًا وسينتشر في وطنه ووطننا".
وتوجه بالشكر لرجال المقاومة في الميدان "ونعتزّ بهم فهم قمة الجهاد وخلاصة العطاء، ونشكر شهداءنا الكبار الذين مهّدوا لنا طريق القوة والعزة، كلّ شهدائنا كبار لأنهم تعالوا على هذه الدنيا ورفضوا الذلّ، ونعتزّ برجال المقاومة في الميدان الذين أذلّوا العدو وواجهوه مواجهة أسطورية".
كما توجه الشيخ قاسم بـ"الشكر الكبير للمفاوض السياسي المقاوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والشكر لرئيس حكومة تصريف العمال نجيب ميقاتي، وللجمهورية الاسلامية الإيرانية وقائد الثورة الإمام علي الخامنئي والحرس الثوري الإيراني والشعب الإيراني، والشكر لليمن شعبًا وقيادة وخاصة زعم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي والعراق الأبيّ بمرجعيّته وحشده وشعبه؛ والشكر لسوريا قيادة وشعبًا على دعمها للمقاومة".
وشدّد على أن "دعمنا لفلسطين لن يتوقّف، فلسطين هي قبلة الأحرار وقد برز دعمنا في الميدان وسيستمر بطرق مختلفة"، مردفًا: "سنتابع مع أهلنا عملية الإعمار ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة، وسنهتمّ باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس وإن شاء الله سيكون بالموعد المحدد في 9 كانون الثاني 2025، وسيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا".