أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى ان مصر كانت سبّاقة دائما فى توجيه تحذيرات من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تتمخض عن تهديد الدولة الوطنية وإضعاف مؤسساتها، إذ إن هذه الدولة هي المحور الرئيسي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقد شهدت هذه المنطقة على مدى عقود عديدة، أزمات مزمنة وصراعات داخلية وحروبا متجددة معظمها إن لم يكن مجملها، كان عنوانه الرئيسي هو غياب الدولة الوطنية وتراجع دور مؤسساتها إن لم يكن انهيارها.

وأوضحت أنه عندما تغيب هذه الدولة يسعى فاعلون آخرون إلى ملء الفراغ الناتج عن ذلك، حيث يسيطرون على الأرض ويسنون القوانين التي تكرس هذه السيطرة ويبدأون في تولي المهام التي كانت تقوم بها هذه الدولة.

واعتبرت أن "هذه الظاهرة الخطيرة ليست جديدة، ولكنها متجددة، وقد عادت مرة أخرى إلى الواجهة مع التصعيد الميدانب المفاجئ الذي طرأ على الساحة السورية، منذ يوم 27 تشرين الثاني الفائت، على خلفية التحركات التي قامت بها بعض التنظيمات الإرهابية والمسلحة، التي تحركت من إدلب واجتاحت مساحات من حلب".

ورأت أن "هذا التصعيد الميداني كفيل بإعادة إطلاق كل التحذيرات الخاصة بعواقب ضعف الدولة الوطنية أو انهيار مؤسساتها. إذ إن ذلك يمثل البيئة المثلى لتصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية من جديد، والتي تبدأ من بؤرة محددة لتنطلق إلى بؤر ومناطق أخرى".

ولفتت إلى أنه "رغم كل الهزائم والضربات القوية التى تعرضت لها هذه التنظيمات في المرحلة الماضية، على غرار تنظيمي القاعدة وداعش، فإن ذلك لا ينفي أنها يمكن أن تسعى إلى استغلال ذلك في سبيل إعادة تجديد نشاطها وخطابها الأيديولوجي من جديد الذي تسعى من خلاله إلى استقطاب مزيد من المتعاطفين معها، على نحو يمكن أن يكرر ما حدث فى العقد الماضي تحديداً وعانت ويلاته دول عديدة في المنطقة والعالم شهدت عمليات إرهابية كثيرة، هددت أمنها واستقرارها بشكل مباشر".

وأكدت أن "كلمة السر تكمن دائماً في دعم دور الدولة الوطنية وتعزيز قدرة مؤسساتها على القيام بمهامها التي لايمكن أن تحيد عنها أبداً".