لفت المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، إلى أنّ "وزير الخارجيّة عباس عراقجي يقوم حاليًّا بجولة إقليميّة بدأها بالأمس إلى سوريا واليوم توجّه إلى تركيا"، مؤكّدًا أنّ "من الضّروري إنهاء مأساة أهل غزة المستمرّة مع اقتراب موسم البرد، ووضع حدّ لهذه الجرائم في أسرع وقت ممكن.
وأشار، في مؤتمره الصّحافي الأسبوعي، إلى أنّ "عودة نشاط الجماعات الإرهابيّة التّكفيريّة في سوريا أمر في غاية الخطورة، ولا بدّ من التّحرّك العاجل لوقف أنشطتهم". ورأى أنّ "ما يحدث في سوريا لا يشكّل تهديدًا لأميركا، فتنظيم "داعش" لم يشكّل يومًا تهديدًا لأميركا ومصالحها"، متسائلًا "عمّا إذا كان الهدف من الوجود العسكري الأميركي في سوريا هو محاربة "داعش"، في ظلّ تواجد هذا التّنظيم وهيئة تحرير الشام هناك؟".
وشدّد بقائي على أنّ "الوجود العسكري الأميركي في سوريا يُعدّ انتهاكًا للمبادئ والقوانين السّوريّة المحدّدة، واستمرار وجود الإرهابيّين في هذا البلد بسبب الوجود الأميركي هناك أيضًا"، موضحًا أنّ "زيارة عراقجي إلى تركيا وسوريا تهدف لمكافحة الإرهاب، ونقل رسالة الدّعم الإيراني إلى السّلطات السّوريّة، وفي الوقت نفسه الاطّلاع على آخر التّطوّرات هناك".
واعتبر أنّ "على المستوى الدّبلوماسي، من واجب إيران والدّول الأخرى تعبئة المجتمع الدّولي لمحاربة الإرهاب"، مركّزًا على أنّ "تركيا جارة مهمّة لسوريا ولعبت دورًا رئيسيًّا في صيغة أستانا، كما لعبت دورًا مفيدًا في السّنوات الأخيرة لتخفيف التّوتّر في مناطق مختلفة من سوريا".
وفيما يتعلّق بوضع القنصليّة الإيرانيّة في حلب السّوريّة، أوضح بقائي أنّه "لحسن الحظّ تمّ إخلاء القنصليّة في الوقت المناسب، ولم يُصب أحد بأذى، وبحسب القوانين الدّوليّة فإنّ أيّ هجوم على الأماكن الدّبلوماسيّة محظور".
كما أكّد بقائي أنّ "التّطوّرات في سوريا معقّدة، لكن ما هو واضح أنّ الرّابح الرّئيسي من انعدام الأمن في سوريا والمنطقة هو الكيان الصّهيوني"، لافتًا إلى أنّه "لم يكن من قبيل الصّدفة أن تنشط الجماعات الإرهابيّة مباشرةً بعد وقف إطلاق الّنار في لبنان، لأنّ تاريخ هذه الجماعات وارتباطها بالكيان الصّهيوني يشهد على ذلك".
وأضاف: "تركيا تلعب دورًا مؤثّرًا في القضايا السّوريّة، كما أنّ روسيا وإيران وتركيا بذلن جهودًا كبيرةً منذ عدّة سنوات في اجتماعات أستانا"، مبيّنًا أنّ "الأتراك قلقون مثل إيران من التّطوّرات في سوريا، فالجميع في المنطقة يدرك أنّ أيّ انفلات أمني وانتشار للإرهاب في سوريا لا يقتصر على سوريا فقط، لأنّ الإرهاب لا يبقى متمركزًا في مكان واحد بل يميل إلى الانتشار والتّوسّع، وهذا الاهتمام المشترك يجعل دول الجوار تضاعف جهودها لمكافحته".