أثّر وقف إطلاق النار بشكل كبير على الوضع العام في لبنان، وعاد الأمل بأن يكون موسم الأعياد، الذي عادةً ما يحضر فيه عدد كبير من المغتربين إلى البلاد، واعداً.

نعم، لا يمكن لمن يجوب الشوارع، الا أن يرى البدء بإزالة وزر الحرب التي شنتها إسرائيل. ورغم الدمار الكبير إلا أن اللبناني معروف أنه يأبى إلا النهوض من جديد، وحتماً فترة وقف إطلاق النار مدّة ستين يوماً، ستكون فرصة لإعادة الحياة تدريجياً إلى لبنان وبدء عودة الدورة الاقتصادية.

في هذا الاطار، يشير نقيب أصحاب شركات السفر جان عبود، عبر "النشرة"، إلى أنه "لا يجب أن ننسى أنه لا يوجد سوى شركة "الميدل ايست" اليوم، تسيّر الرحلات من وإلى لبنان، وهي حالياً لديها 26 رحلة في اليوم الواحد، والطلب بات يوازي العرض الّذي لا يزال خفيفاً، بينما في العام الماضي كان هناك حوالي 60 شركة تعمل". لافتاً إلى أن "الأحوال تحسنت بنسبة 60% ولكن اذا عملت الميدل ايست بأقصى قدرتها، فلن يتعدى عدد القادمين في اليوم الاربعة آلاف".

"هناك شركات عديدة لم تعد بعد". هذا ما يؤكده عبود، مشيراً إلى أنه "يُمكن من الان ولغاية بداية العام الجديد أن يعود من 7 إلى 8 شركات، وهناك من تنتظر أن تمر مهلة الـ60 يوماً". هذا ما يشير اليه أيضاً نائب رئيس نقابة المطاعم خالد نزهة، لافتاً عبر "النشرة" إلى أننا "ننتظر تغييراً كبيراً في الأشهر المقبلة، ونعوّل على قدوم اللبنانيين في فترة الأعياد"، مشدداً على أن "الحركة بدأت تتحسّن ولكن لا يمكن البناء على عودة الحفلات الكبيرة مع حلول رأس السنة، ولكن نأمل خيراً وقدوم اللبنانيين والعراقيين والمصريين والأردنيين في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة".

بدوره، يشير نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر إلى أن "الالاف سيحضرون إلى لبنان في فترة العيدين"، لكنه يلفت إلى أنهم "حتماً سيقيمون في منازلهم وليس الفنادق، أما بالنسبة لحفلة رأس السنة فلم أسمع بحفلات كبرى، لأن الفنانين المشهورين يتم حجزهم قبل أشهر نظراً لارتباطاتهم"، لافتاً إلى أنه "دون أدنى شكّ وقف إطلاق النار أثّر ايجاباً، ولكن حتى اليوم لم نلمس ما كان يحصل في الماضي، خصوصاً وأن الجالية في الدول العربية لم تأتِ، اضافة الى أن الأميركيين والأوروبيين واليابانيين وغيرهم لم يرفعوا الحظر عن لبنان"، مضيفاً: "بعد أن تمر فترة المحددة لوقف اطلاق النار، يمكن أن يعود كل هؤلاء تدريجياً ويرفعوا الحظر"، مؤكداً أن "كل شيء مرهون بما سيحصل في الفترة المقبلة".

في المحصّلة، بدأت الأحوال تتحسن بعد اعلان وقف اطلاق النار، ولكن لن يستقرّ الوضع وتتحسن العجلة الاقتصادية والسياحية قبل عودة شركات الطيران إلى لبنان، وعندها يمكن الحديث فعلاً عن دورة اقتصاديّة وسياحيّة نشطة وفاعلة.