أكّد مصدر وزاري مطلع لصحيفة "الجمهورية"، انّ "اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد ولن ينهار على رغم من كل الاهتزازات التي يتعرّض لها منذ الاعلان عنه"، لافتا إلى انّ "شيئا لم يتغيّر، منذ تاريخ التوصل إلى الاتفاق، على مستوى الوقائع السياسية والميدانية التي أدّت إلى ولادته، وبالتالي ليست هناك مسوغات يمكن أن تبرّر التراجع عنه".
واعتبر انّ "الاتفاق لم يحصل حتى يسقط بعد أيام قليلة"، مشيراً إلى انّ "الخروقات الإسرائيلية هي رسائل موجّهة بالدرجة الأولى إلى المستوطنين النازحين في داخل الكيان، لمحاولة اقناعهم بأنّ حكومتهم حازمة في منع "حزب الله" من خرق الاتفاق واستعادة قدراته، وذلك سعياً الى طمأنتهم وتحفيزهم على العودة إلى الشمال".
ورجح المصدر ان "تتمكن لجنة الإشراف الخماسية من احتواء الخروقات الإسرائيلية عند انطلاق نشاطها، خصوصاً انّ جنرالاً اميركياً يترأسها"، لافتاً الى انّه يُفترض ان ليست لواشنطن مصلحة في أن تفشل اللجنة برئاستها منذ البداية.
في هذا السياق، رأت مصادر مواكبة لـ"الجمهورية"، أنّ "المحك الحقيقي لمدى التزام إسرائيل باتفاق وقف النار سيكون يوم بعد غد، إذ من المقرّر أن تعقد لجنة المراقبة اجتماعها الأول، برئاستها الأميركية، وبعد اكتمال نصابها بتسمية ممثل الجيش قائد قطاع جنوب الليطاني العميد ادغار لاوندس، ووصول ممثل الجانب الفرنسي الجنرال غيوم بونشان اليوم".
واضافت المصادر، أنّ "بدء اللجنة بممارسة مهماتها سيكشف ما إذا كان صحيحاً وجود تغطية، أو غض نظر، من الجانب الأميركي إزاء ما تقوم به إسرائيل في الجنوب منذ أن تمّ إعلان الاتفاق، أي ما إذا كانت هناك إرادة ضمنية أميركية بمنح إسرائيل ضوءاً أخضر لتنفيذ ضربات في الداخل اللبناني، كلما ارتأت أنّ ذلك يناسبها. لكن معلومات تردّدت أمس عن أنّ الأميركيين هم الذين منعوا إسرائيل من تنفيذ التهديدات التي وجّهتها إلى "حزب الله" قبل يومين، وقيل إنّها كانت ستُترجم بضربة في قلب العاصمة بيروت".