أشارت صحيفة "الأنباء" إلى أنّ "دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء السبت في ثكنة بنوا بركات للجيش اللبناني في مدينة صور جنوب لبنان، شكّلت مفاجأة في الوسطين السياسي والشعبي، كونها أعادت إلى الذاكرة جلسة الحكومة التي عقدها في أيار عام 2000، رئيس الحكومة وقتذاك الراحل سليم الحص في مدينة بنت جبيل، بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان".
ورأى مصدر وزاري لـ"الأنباء"، أنّ "هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية مهمة في هذا التوقيت الحساس. وسيحضر هذه الجلسة الاستثنائية في مكانها وتوقيتها قائد الجيش العماد جوزف عون، وسيعرض خلالها خطة الجيش للانتشار في جنوب الليطاني، وهي خطوة ترتبط ارتباطا وثيقا بملف وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل".
ولفت إلى أنّ "هذه الدعوة تأتي في سياق استمرار توتر الأوضاع العسكرية والأمنية على الحدود الجنوبية بين "حزب الله" وإسرائيل، حيث لا تزال المنطقة تشهد في الفترة الأخيرة تصعيدا في الأعمال العسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي. وبالتالي، فإن هذه الجلسة تكتسب أهمية خاصة، إذ يمكن أن تكون إيذانا ببدء تنفيذ الورقة المتعلقة بالالتزامات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل، التي تهدف إلى تكريس وقف إطلاق النار على طول الحدود الجنوبية".
وذكّر المصدر بأن "ورقة الالتزامات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل، التي تم الاتفاق عليها ضمن سياق التنسيق الدولي والإقليمي، تشتمل على عدة بنود، أبرزها منع التصعيد العسكري، وضمان الاستقرار على الحدود، فضلا عن توفير آليات لحل أي خلافات قد تطرأ في المستقبل"، مركّزًا على أنّ "هذه الورقة جاءت في وقت دقيق وحساس بالنسبة إلى لبنان، إذ يسعى إلى تجنب أي تصعيد عسكري جديد، قد ينعكس سلبا على استقرار البلاد في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية الراهنة، التي يسعى إلى الخروج منها عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وأوضح أنّ "الجيش اللبناني الذي يُعتبر الضامن الأهم لاستقرار الجنوب، سيعرض قائده العماد عون في الجلسة خطته التي تشمل آليات الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، في إطار تنفيذ بنود الورقة المذكورة. وسيتحدث عن تفاصيل الخطة التي تهدف إلى تعزيز الحضور العسكري للجيش اللبناني في المنطقة، وتأمين الحدود مع إسرائيل، وملء الفراغات العسكرية والأمنية لإعادة الأمور إلى الانتظام وفق القرار الدولي 1701".
كما أكد أن "هذه الجلسة تعتبر جزءا من مساعي الحكومة اللبنانية لتأكيد قدرتها على تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالأمن في الجنوب، وأيضا في تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات العسكرية والأمنية اللبنانية في هذا السياق"، معتبرًا أن "جلسة مجلس الوزراء المقبلة في ثكنة بنوا بركات، هي رسالة حقيقية إلى الداخل والخارج، عن مدى جدية لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية، وكذلك لقياس استعداداته العسكرية في مواجهة أي تحديات قد تطرأ على الحدود الجنوبية".
حراك "جنبلاطي" ضمنه لقاء معراب بحثاً عن اسم توافقي و"التقدمي" لـ"الأنباء": فرصة للبنان لإتمام الملف الرئاسي
من جهة ثانية، أفادت "الأنباء" بأنّه "لم تتضح إلى الآن ماهية النتائج التي قد تتمخض عن الحراك المزمع للرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، بدءا من معراب في لقائه المتوقع مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وان كان عنوانه البحث عن أرضية مشتركة، أو السعي للاتفاق على شخصية توافقية لإنهاء شغور منصب رئاسة الجمهورية".
وبيّنت أنّ "الظروف الراهنة التي أملت على جنبلاط إلغاء احتفالية ذكرى ميلاد "المعلم" كمال جنبلاط في السادس من كانون الأول، التي تصادف اليوم الجمعة، هي نفسها التي تضغط على لبنان والمنطقة من اضطرابات سياسية وأمنية، وتفرض على الجميع التعاطي معها من منطلق الفرصة لإنجاز الاستحقاقات ذات الأولوية مثل ملف الرئاسة، وفي ظل الاهتمام الدولي تجاه لبنان".
وعزا متابعون لـ"الأنباء"، سبب الغموض الذي لا يزال يكتنف المشهد، "بناء على عامل اساسي محكوم بتمترس فرقاء خلف معايير مطمئنة، يجب ان يتحلى بها المرشح لكل من الفريقين، فيما توجه فريق آخر ومنه جنبلاط، نحو رئيس توافقي ووسطي، لا ينتمي إلى جهة بعينها، ويشكل قواسم مشتركة؛ ولا مانع من ان يكون ذات حيثية مسيحية معينة".
وكشفت مصادر قيادية في "التقدمي" للصحيفة، أنّ "عليه سيحاول جنبلاط البحث عن اسم يخفف من الهواجس ويعكس صورة المرحلة الجديدة، التي يجب أن يكون عنوانها قيام الوطن وإنهاض الدولة، وإعادة الاعتبار إلى اتفاق الطائف وتنفيذ بقية بنوده، ولو جرى ترك غير القابلة للتحقيق الآن، مثل إلغاء الطائفية السياسية، لحين تبلور الانقسام العمودي الذي يحكم لبنان راهنا".
وركّزت على أنّ "لبنان لا يملك اليوم ترف الوقت، وبما يتطلبه من حركة طوارئ قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل أخطار داخلية وخارجية، عدا الإسرائيلي جنوبا وما استجد شمالا من سورية، وتحسبا للفترة المقبلة مع بدء حقبة أميركية جديدة، باعتبار ان ما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحا غدا، ويجب ان يدفع نحو مقاربة مختلفة للملف".
وأكّدت المصادر أنّ الجوﻻت التي يقوم بها رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط "تكتسب أهمية ايضا، بحيث يعمل على تدوير الزوايا واجتراح الحلول للأزمة الرئاسية المعقدة، وضرورة انتخاب رئيس جمهورية واستعادة بناء مؤسسات الدولة كما كانت عليه قبل الأزمة".