أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، في رسالة الجمعة، الى انه "ما أشبه اليوم بالأمس إذ تجدّدت هذه حادثة غزوة حمراء الأسد الخالدة والتاريخية بعد العدوان الغادر الهمجي الارهابي للصهيونية العالمية على شعبنا المؤمن والاصيل، واغتياله لقيادة المقاومة وعلى رأسها شهيد الامة الأسمى في هذا المعركة، الذي أُصيبت به الامة والذي قَدَّر العدو انها الضربة القاضية، ليس للمقاومة فحسب بل لأمل الامة في التجدد والانتصار والجدار الصلب الذي يقف أمام تحقيق أهداف العدو في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد، الذي أفشلته المقاومة بعد محاولات عديدة"، مضيفا :"لقد حسبوا باغتيال قيادة المقاومة انها انتهت وان الهزيمة تحققت كما حسب الكفار يوم أحد ان الاسلام انتهى بعد سقوط حمزة سيد الشهداء،|؟
وتوجه الخطيب الى اللبنانيين : "لقد أجبرتم اليوم مع مقاومتكم الشريفة العدو على طلب وقف اطلاق النار والرضوخ صاغراً لمطلب المقاومة، ولكن هذا العدو عدو مراوغ عهده النكث بالعهود والمراوغة في الالتزام بالاتفاقيات وهو سيحاول جاهداً التهرّب منها كما عهدناه، وكما كانت وحدة الموقف بين المقاومة والدولة ودعمكم له سبباً لرضوخه والتسليم بتطبيق القرار ١٧٠١، فإن وحدة موقفكم بالعمل على بناء دولة عادلة وقوية وجيش قوي وقادر يطمئن معه اللبنانيون بردع العدو الصهيوني وكل عدو يضمر الشر للبنان وشعبه، هو السبيل للخروج من كل التجارب الماضية والبدء بالدخول بمرحلة جديدة".
ولفت الى انه "كنا وما زلنا نطالب ببناء الدولة القوية والعادلة التي تحفظ شعبها وسيادتها على كل شبر من ترابها خصوصا، ويقبع على حدودنا عدو غاصب ومجرم ومحتل لا يقيم وزنا لقانون أو لأخلاق أو لأعراف أو لقيم، وأمامنا التجارب والعبر، وما يجري الآن في فلسطين وما جرى معنا في لبنان وما يرتكبه من جرائم ويجره علينا وعلى شعوبنا العربية، وبالأخص على إخواننا الفلسطينيين من ويلات وفظائع، ولا يمكن لنا بعد كل هذه التجارب مع الامم المتحدة والمؤسسات الدولية ومجلس الامن أن نركن في الاعتماد عليها لردع العدو، فقد ثبت بما لا يقبل الشك الا لمن تلوّث عقله واختلت لديه الموازيين"، معتبرا ان "هذه المؤسسات وضعت لردع المعتدى عليه ومعاقبته اذا أراد الدفاع عن نفسه واتهامه بالارهاب وحماية المعتدي والدفاع عنه وتبرير اعتداءاته تحت ذريع الدفاع عن نفسه، لذلك فلا يمكن أن نقبل أن يكون لبنان منزوع السلاح، لأنه سيكون بمثابة تهيئة المجال للعدو، للعدوان وللتوسع والاحتلال، فالرئيس الامريكي الذي شرَّع له القدس المحتلة عاصمة له والجولان ارضاً اسرائيلية، لا مانع لديه ان استطاع ان يهبه لبنان، وليس لديه مشكله في ان يهب الاميركي ما لا يملك، فالقوة والقهر لديه سبب شرعي من اسباب التملك، وسبق ان قال ان اسرائيل صغيرة الحجم بحاجة الى توسعة. لقد سبق للاوروبيين ان احرقوا اليهود وارادوا تبرئة ذمتهم بإعطائهم ارض فلسطين، فهم قاموا بفعل الجريمة وعاقبوا البريء، هم قتلوا اليهود وعاقبوا الفلسطيني".
واعتبر الخطيب ان "كل اللبنانيين دفعوا ثمن غياب الدولة لكننا كنا من دفع الثمن الاكبر اللبنانيون جميعاً، دفعوا ثمن جريمة الحرب الاهلية واللبنانيون جميعاً، تحملوا نتائج سوء الادارة، واللبنانيون دفعوا ثمن الانهيار الاقتصادي، والحرامية واللصوص والمجرمين يتهمون الابرياء من الشعب اللبناني بجريمة ارتكبت بحقهم على الطريقة الامريكية، ثم لا ندري ماذا يحصل مع الركاب اللبنانيين القادمين الى مطار بيروت من ايران، نحن نريد ان يكون المطار آمناً لكن ان يكون التدقيق على كل الوافدين الى لبنان، اما ان يكون التدقيق على الوافدين من الجمهورية الاسلامية، وأن تكون هناك مطارات لدول اجنبية تدخل ما تشاء وتخرج ما ومن تشاء خارج رقابة القوى الامنية المختصة، فأين هي السيادة؟ ولماذا يسكت مدعو السيادة؟.كما تمنع الجمهورية الاسلامية وبعض الدول العربية من مساعدة لبنان، وعلينا ان نكون مرتهنين للمساعدات الخارجية بشروط سياسية، فلا نسمع صوتاً ولا حتى همساً، وهل هذا هو الاستقلال الذي ننشد ام هو الاحتلال المقنع؟".
ورأى الخطيب ان "الاولوية اليوم يجب أن تعطى لانسحاب العدو من كل الاماكن التي احتلها العدو، ومنعه من الاستمرار في الانتهاكات العدوانية للسيادة اللبنانية التي ستشكل امتحانا جديدا لصدقية الدول التي تشرف على تطبيق الاتفاق، كما ان اعادة ترميم وتعمير البيوت المتضررة والمهدمة واستجلاب المساعدات دون شروط سياسية هي مهمة الحكومة، كما ان توافق القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية في ٩ ك٢ استجابة لدعوة دولة رئيس مجلس النواب الرجل الاستثنائي في الوقت الاستثنائي سيكون امتحانا لها لجديتها في الذهاب نحو بناء المؤسسات الدستورية والدولة القوية العادلة".
التحية لأهلنا المضحين الصابرين ولآباء وامهات الشهداء وللشهداء ومن كتب مجدنا وتاريخنا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.
تحية الى جيشنا الوطني وشعبنا اللبناني الوفي".