أشار سفير الإمارات لدى الصين حسين بن إبراهيم الحمادي، إلى أنّ "العلاقات الدّبلوماسيّة بين الإمارات والصين الّتي نحتفي هذه السّنة بالذّكرى الأربعين لتأسيسها، تُعتبر نموذجًا متميّزًا للشّراكة الاستراتيجيّة، إذ تتّسم العلاقات بين البلدين الصّديقين بالثّقة المتبادلة والتّعاون الشّامل والرّؤية المشتركة للتّحدّيات العالميّة".
وأكّد، خلال مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا"، أنّ "من خلال رؤية زعيمي البلدين، تمّ تعزيز التّعاون الثّنائي ليشمل مختلف المجالات، مثل الطّاقة النّظيفة والمستدامة والتّجارة والسّياحة والثّقافة والتّعليم. وقد أسهم هذا الدّور القيادي في توقيع اتفاقيّات استراتيجيّة وزيادة الاستثمارات الثّنائيّة، وتنظيم معارض ومؤتمرات ومنتديات وقمم تعكس التزام البلدين بتطوير العلاقات نحو آفاق أرحب".
وركّز الحمادي على أنّ "العلاقات الاقتصاديّة تمثّل الجانب الأسرع نموًّا وتطوّرًا في العلاقات الإماراتيّة- الصّينيّة، حيث تعَدّ الصّين الشّريك التّجاري الأوّل لدولة الإمارات، كما تعدّ الإمارات الشّريك التّجاري الأوّل للصّين في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث التّجارة الثّنائيّة غير النّفطيّة"، منوّهًا بـ"عزم البلدين على الوصول بحجم التّجارة الثّنائيّة إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030".
وذكر أنّ "الإمارات تستضيف عددًا كبيرًا من الشّركات الصّينيّة الّتي تعمل في بيئة مواتية تعزّز فرص النّمو والابتكار، وبلادنا تُعتبر مركز جذب رئيسيًّا للاستثمارات الصّينيّة في منطقة الشّرق الأوسط"، مبيّنًا أنّ "لدينا أيضًا طموحات أكبر لتوسيع الاستثمارات الإماراتيّة في الصّين أكثر وأكثر بما فيه مصلحة الشّعبين والبلدين الصّديقين".
كما لفت إلى أنّ "الإمارات كانت من أولى الدّول المنضمّة إلى مبادرة "الحزام والطريق"، الّتي فتحت بوّابةً شاسعةً من الفرص للبلدين، ساهمت في توسيع التّعاون الثّنائي في جميع المجالات"، مشيرًا إلى أنّ "انضمام الإمارات إلى مجموعة "بريكس" هذا العام، يُعدّ خطوةً هامّةً تعكس التزام دولة الإمارات بالتّعاون مع الاقتصادات الصّاعدة في العالم، لتعزيز السّلام والاستقرار والازدهار العالمي".
وأفاد السّفير بأنّ "التّعاون بين الإمارات والصّين في مجال الطّاقة المتجدّدة، يشهد زخمًا متزايدًا، وأنّ هذا التّعاون يعكس رؤيةً استراتيجيّةً مشتركةً تهدف إلى تعزيز التّحوّل نحو الطّاقة النّظيفة والخضراء وتحقيق التّنمية المستدامة"، مضيفًا: "تمّ إطلاق مشروع محطّة الظفرة للطّاقة الشّمسيّة الكهروضوئيّة في أبوظبي، الّذي يُعتبر واحدًا من أكبر مشاريع الطّاقة الشّمسيّة الكهروضوئيّة في العالم، وبرنامج الإمارات لطاقة الرياح في أبوظبي، الّذي بدأ التشغيل في عام 2023، حيث تمّ بناء هذين المشروعين بواسطة شركات صينيّة؛ الأمر الّذي يمثّل خطوةً هامّةً نحو تحقيق الأهداف الإماراتيّة في مجال الطّاقة المتجدّدة والنّظيفة".