أظهر المشهد السوري ان الحرب النفسية والإعلامية التي تعتمدها الفصائل المسلحة سبقت القتال بين الجيش السوري وتلك الفصائل، وقد عزّزتها الانسحابات العسكرية التي حصلت من حلب إلى حماه ودرعا والسويداء وبعض أرياف حمص و دمشق، من دون اي اشتباك.
واكدت الحملات الإعلامية انها حقّقت اهدافها، في وقت فشلت فيه دمشق في مسارها الإعلامي، وعدم اطلالة اي مسؤول رسمي سوري عسكري او سياسي او دبلوماسي، لإطلاع الشعب على مجريات الميدان ونتائج الاتصالات.
ونتيجة رصد التطورات، تبيّن ل "النشرة" ان انسحابات الجيش السوري السريعة من الشمال والشرق، كانت بهدف تجميع القوات العسكرية حول دمشق، وحمص، وريف حماه، ومناطق الساحل، رغم انه سبّب تداعيات سيئة في نفوس السوريين.
وبحسب المعلومات فإن العاصمة السورية محصنّة عسكرياً، لكن خروج مسلحين في مناطق ريفية، كانت خضعت لمصالحات يزيد من البلبلة، خصوصاً ان الحملة الإعلامية التي تعتمدها الفصائل، توحي انها وصلت إلى تلك المساحات الخاضعة لسيطرة الدولة السورية.
وعليه، لا يبدو ان الفصائل المسلحة تستطيع الوصول إلى دمشق او تدخل مدينة حمص، بسبب تحشيدات لألوية الجيش السوري، وفرقه الخاصة والنخبوية، بمساندة حلفائه، وخصوصا الروس الذين اتخذوا قرار حماية تلك المناطق، في وقت جمع "حزب الله" اكثر من عشرة الاف من المقاتلين في حمص "للدفاع الوجودي عنها مهما كلّفت التضحيات".
وبإنتظار ما سيرشح عن نتائج اللقاءات والاتصالات الاقليمية والدولية، فإن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون كافية لمعرفة مسارات الميدان، بعدما تبيّن ان قرار المواجهة تمّ اتخاذه، بعدما كانت الانسحابات سابقاً.