احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الجزيل الوقار بقداس الشكر لعودة اهالي رياق سالمين الى بلدتهم في كنيسة القديس جاورجيوس.

والقى المطران ابراهيم عظة هنأ فيها الأهالي بعودتهم سالمين الى بلدتهم، وقال "في هذا اليوم، نقف جميعًا في هذه الكنيسة المباركة، كنيسة القديس جاورجيوس، التي صمدت كرمز للإيمان والرجاء رغم قسوة الحرب وظلمتها".

واضاف "مرّت هذه البلدة الغالية بتجربة أليمة. القصف الذي استهدفها لم يُميز بين الحجر والبشر، فوصل إلى مدافنها، مسببًا آلاماً عميقة لانتهاك حرمة الراقدين الذين تطايرت بقاياهم ذخائر مقدسة حمت البلدة. لكن وسط هذه القسوة، برزت حقيقة واحدة: سلام الله لم يغب عن قلوب المؤمنين".

وقال "بولس الرسول يدعونا إلى جعل سلام الله يتغلب في قلوبنا. لكنه لا يشير إلى سلام يبعدنا عن الألم، بل سلام يحملنا خلاله. إنه سلام يثبتنا ونحنُ في وسط العاصفة، يحوّل الخوف إلى ثقة، والدموع إلى صلاة. وهذا ما اختبرته رياق وأهلها؛ فقد كان سلام الله حاضراً في حماية الأحياء وفي تماسككم كجسد واحد في الإيمان".

وتابع "في نهاية هذا المشوار المؤلم، نرفع قلوبنا بالشكر لله الذي حفظ حياتكم وأعادكم إلى بيوتكم سالمين. نعم، الجراح ما زالت موجودة، والألم لم يُمحَ بعد، لكن سلام الله هو وعد دائم، يشفي النفوس ويعيد البناء".

وختم المطران ابراهيم "لتكن هذه المحنة فرصة لتجديد إيماننا وسلامنا. ليكن سلام الله هو الحاكم في قلوبكم، وليستمر تضامنكم وشهادتكم على أن الكنيسة هي عائلة الله، التي لا يتخلى عنها مهما اشتدت العواصف".