لفتت وزيرة الدّولة لشؤون التّنمية الإداريّة نجلا رياشي، إلى أنّه "يُصادف التاسع من كانون الأول من كل عام اليوم العالمي لمكافحة الفساد، ويقع هذه السنة ولبنان يمرّ بمرحلة مصيرية والمنطقة تشهد تحولات تاريخية، وهو يحمل هذا العام شعار الاتحاد مع الشباب ضد الفساد: تشكيل نزاهة الغد".

وأشارت في بيان، إلى أنّ "في هذا اليوم الهام، واذ نسلط الضوء على التأثير المدمر للفساد على الدولة والمجتمع، نشدد على الدور المحوري للشباب اللبناني في مواجهة الفساد وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة، إذ يُعتبر الشباب القوة الدافعة للتغيير الإيجابي في المجتمع، ويمثل الأمل في بناء مستقبل نزيه خالٍ من الفساد الذي أضعف المؤسسات، وقوّض سيادة القانون، واستنزف الموارد العامة، مما أعاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وزاد من معاناة المواطنين، كما شكّل حاجزا أمام الاستثمار والثقة في الدولة، وعمّق الفجوة بين الحاكم والمحكوم؛ ما أدّى إلى زعزعة الاستقرار والإضرار بمستقبل الأجيال المقبلة".

وأكدت رياشي "مرجعية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، كإطار شامل ومتكامل لتعزيز النزاهة والحدّ من الفساد في لبنان، تعمل الحكومة اللبنانية، بالتعاون مع كل الجهات المعنية من مؤسسات دولية، مجتمع مدني، والقطاع الخاص على تنفيذ بنودها، عبر خطط عمل واضحة ومدروسة تشمل تعزيز القوانين، دعم الشفافية في المؤسسات العامة، وتطوير آليات المساءلة والمحاسبة. كما تعمل على تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي عملنا على اقرارها، لما لمكننة الادارة العامة من اثر عميق وفوري وكبير جدا على الوقاية من الفساد ومكافحته".

وركّزت على أنّ "انخراط الشباب في هذه المعركة لا يقتصر على المطالبة بالشفافية فحسب، بل يتجلى في مبادراتهم الريادية في الابتكار واستخدام التكنولوجيا لتعزيز المساءلة، وفي مشاركتهم النشطة في وضع وتنفيذ السياسات العامة، وابرزها استراتيجية مكافحة الفساد التي اناطت بهم مسؤولية كبيرة سنداً لدورهم الكبير".

كما أوضحت أنّ "من هذا المنطلق، عملنا في وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية مع الشباب اللبناني الواعد، عبر فريق عمل الشباب لدعم تنفيذ استراتيجية مكافحة الفساد في مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية، على وضع خطة عمل شبابية شاملة لمكافحة الفساد والوقاية منه. واذ ونعمل اليوم على وضعها حيز التنفيذ، ندعو الشباب اللبناني إلى الاستمرار في لعب هذا الدور القيادي، سواء من خلال المساهمة في رسم وتطبيق سياسات مكافحة الفساد، او عبر الانخراط في مؤسسات المجتمع المدني، وتعزيز ثقافة النزاهة في حياتهم اليومية".

واضافت رياشي: "لا يغيب عنا الدور الأساسي للمرأة في مجال مكافحة الفساد، وضرورة تمكينها لمكافحة هذه الآفة والوقوف بوجهها بإعتبارها من أكثر المتأثرات سلباً بها"، متوجّهةً بالشكر والتقدير "للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، التي تقوم بجهد جبّار في هذا الإطار، ولجميع الشركاء على المستوى الدولي وعلى المستوى الوطني، لاسيما الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تضطلع بدورها رغم كل الظروف الصعبة، وكذلك الوزارات والإدارات العامة التي رافقت وترافق مسيرة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد؛ وذلك ضمن جهد وطني هادف نحو الإصلاح والنهوض".

وختمت: "معاً، بتمكين الشباب الواعد، وبتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والوقاية منه واستراتيجية التحول الرقمي، نستطيع أن نرسم مستقبلا واعدا، مزدهرا، عادلا، شفافا، نزيها؛ وخاليا من الفساد وآثاره المدمرة على الوطن والمواطن".