أظهرت مشاهد سجن صيدنايا في سوريا حجم الارتكابات والتعذيب الذي تمّ في عهد نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد. ومهما تعدّدت الروايات سابقاً عن المآسي في السجون السورية، الاّ ان الفظائع التي أظهرتها الكاميرات في الساعات الماضية تركت اثراً كبيراً في نفوس المواطنين السوريين، ومن بينهم مؤيدو النظام السابق، الذين لمسوا من تصرفات المعارضة المسلّحة، لغاية الان، مسؤولية في ادارة الأزمة بعد فرار الاسد. وهو ما يزيد من السخط على نظام الاسد.
وكانت قيادة المعارضة أصدرت قرارات حذرت فيها من افعال انتقامية او تصرفات طائفية او السرقات، بالتوازي مع ممارسة السوريين لحياتهم الطبيعية، وتنقّلاتهم على كل الطرق من دون اي اعتراضات او اجراءات قمع مارستها السلطة الجديدة. علماً ان مسلحين كانوا قدموا من الأرياف وسرقوا منازل ومقرات رسمية ومحال في الساعات الاولى ما بعد انهيار النظام، لكن دخول مجموعات "هيئة تحرير الشام" اعاد الانضباط إلى دمشق والمناطق السورية.
رغم كل ذلك، فإن المؤسسات والإدارات تحتاج إلى ايام إضافية لعودة العمل الطبيعي، واعادة ضبط الحدود الفالتة من دون امن ولا جمارك، وتركيب اجهزة ادارة الهجرة والجوازات بعد احتراق مركزها الأساسي في دمشق، وتنظيم الدوائر الاقتصاديه والمالية، لتأمين رواتب الموظفين، وهي الاسباب التي تدفع السلطة الجديدة للتمسك بدور الهيكلية الحكومية والإدارية القائمة، إضافة إلى السفارات والبعثات في الخارج التي بدأت برفع علم سوريا الجديد وإصدار بيانات الإدانة للتجربة السابقة وتأييد العهد الجديد.
وبحسب معلومات "النشرة" ان سخط مؤيدي النظام السابق على الاسد في طرطوس واللاذقية تحديداً التي تعتبر مناطق حاضنة للنظام المذكور، شكّلت دافعاً لكل مسؤولي وموظفي الدولة لتأييد المرحلة الجديدة بعد نقد التجربة الراحلة.
كما لفتت الكتابات على صفحات التواصل الاجتماعي، ومن بينهم مؤيدو الاسد سابقاً، التي بدأت تعبّر عن ارتياحها للمرحلة السورية الجديدة، وتركّز على الوحدة الوطنية.