أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن "إسرائيل تبدو في حالة نشوة مما يجري في سوريا بعد سقوط النظام، وتولِّي الجماعات المسلحة السلطة من دون قيادة بديلة تتولى تدبير شؤون البلاد، وخروج الوضع عن السيطرة، مع تخلِّي الجيش عن دوره في حماية الوطن، وترك القواعد، والثكنات، والمطارات العسكرية، وأنظمة الدفاع الجوي، والقواعد البحرية، والمراكز العلمية سائبة من دون حماية".

ورأت أننا "أمام عدوان واسع ومعلن من جانب دولة تنتهك كل القوانين الدولية والإنسانية، وتعلن من جانب واحد إلغاء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، كما يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن هضبة الجولان ستبقى إسرائيلية إلى الأبد، وأن فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط قد فُتِح، وهو ما يكشف حقيقة الأطماع الإسرائيلية ليس في سوريا فقط، إنما في المنطقة كلها".

ولفتت إلى أنه "لم يسبق لأي دولة أن مارست العدوان بمثل هذا المنهج، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، وانتهاك لوحدة وسلامة دولة أخرى كما تفعل إسرائيل التي تنتهز حالة السيولة والفراغ في الدولة السورية لاحتلال المزيد من الأرض، وإلغاء اتفاقية دولية، وفرض أمر واقع جديد على الأرض".

وأضافت: "إنه تطور خطير يؤشر إلى وجود مخطط مكشوف تسعى إسرائيل إلى تنفيذه، وقد بات واضحاً أن نتانياهو يعمل على تغيير خريطة الشرق الأوسط بما يتوافق مع أهدافه، بحيث يكون لإسرائيل القدرة على السيطرة والهيمنة على المنطقة".

واعتبرت أننا "أمام واقع باتت فيه دولة خارجة على كل القوانين والمواثيق تمارس حروب الإبادة، من دون حساب أو عقاب، في حين لا تلقى من جانب الدول الداعمة والراعية لها مجرد لوم أو استنكار، وكأن شريعة الغاب باتت هي وحدها التي تتحكم في مصائر الدول والشعوب، في حين أصبح المجتمع الدولي والهيئات الدولية التي تمثله عاجزاً ومشلول الإرادة أمام جبروت القوة الغاشمة".