أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن "المراقب والمتابع للتحولات الحاصلة في الإقليم يعرف أن هناك تحولاً لا يمكن تغافله، فما يحصل ينبئ بواقع جديد سنشهده في المقبل من الأيام، سيغير الواقع السابق الذي لم يحقق ما تتطلع إليه شعوب المنطقة من أمن ورخاء وازدهار كان من الممكن أن يكون بغير التدخلات التي لم تكن في صالح الشعوب، إنما كانت في صالح قيادات وضعت مصالحها ومصالح زمرتها فوق مصالح بلادها، فكانت الأزمات المتتالية، وحالات الاحتقان المستمرة التي أدت إلى انهيار هذه الأنظمة وتلك الجماعات، كونها لم تمتلك قاعدة شعبية ترتكز عليها وتحتضنها وتدافع عنها، بل العكس هو ما حصل، فكان الانهيار سريعاً ومفرحاً لتلك الشعوب".
واعتبرت أن "الستينات من القرن الماضي كانت وبالاً على معظم دول المنطقة، حينما كانت الطموحات أكبر من الإمكانات، وتم استبدال الطموحات بالشعارات التي لم تكن واقعية بقدر ما كانت تخدر العقول وتعد بمستقبل لم يتحقق، بل كانت نتائجها وبالاً على من أطلقوها، ثم جاءت سنوات أخرى وتم ترديد شعارات مماثلة وفكر لا يختلف عن سابقه، لكن الزمن اختلف، وأيضا كانت النتائج مطابقة لما سبق وكأن الزمن توقف، وكانت النتائج ذاتها حاضرة، دول تخلفت عن ركب الحضارة والتطور والنماء، كان من الممكن أن يتم التخلي عن الشعارات الرنانة والكلمات الجوفاء والاتجاه إلى بناء الإنسان عوضاً عن إذلاله وتشريده وإنهاء حياته بطرق أقل ما يقال عنها إنها بشعة".
ورأت أنه "إذا كنا بصدد واقع جديد للإقليم فيجب أن يكون واقعاً مختلفاً تمام الاختلاف عما سبقه، وأن يكون هناك وعي وانتماء حقيقيين، تكون فيه السيادة للدولة وللقانون، وأن يكون اللحاق بما يحدث من تقدم في العالم هو الهدف، وأن تحذو حذو المملكة ودول مجلس التعاون التي وضعت مصلحة شعوبها ورفاهها في المقام الأول، فكان الأمن والأمان والعملية التنموية المستمرة، فأصبحت بذلك تضاهي دول العالم المتقدم، بل وتتفوق عليه في كثير من الأحيان".