لفت محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، خلال زيارته مطرانيّة دير الأحمر المارونيّة، للتّهنئة بالأعياد والشّكر لاحتضان بلدات المنطقة للنّازحين خلال العدوان الإسرائيلي، إلى أنّ "المشهد الذي رأيناه في الحرب هو مشهد نموذجي، يجسد العيش الواحد بين اللبنانيين"، مشيرًا إلى أنّكم "استقبلتم الناس من مختلف الطوائف والتوجهات السياسية، ولم يشكل ذلك أي عائق أو حجر عثرة أمام كرم ضيافة أهالي دير الأحمر، وثقافة قبول الآخر والوقوف إلى جانبه في الأزمات والمحن".

وركّز على أنّه "كنت خلال زيارتي لمراكز الإيواء، يقال لي نحن ضيوف مرحب بهم في دير الأحمر، فيبادر أهل الدير إلى القول نحن الضيوف عندكم، مجسدين بالفعل والممارسة القيم الوطنية وتعاليم الكنيسة التي عمادها المحبة والسلام وإغاثة الملهوف، والتعاطي مع الجميع كعائلة واحدة وأهل وجيران وشركاء، فكل الشكر والامتنان لكم ولمواقفكم النبيلة التي شكلت النموذج والمثال".

وتمنّى خضر أن "يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، وتشكيل حكومة وطنية جامعة مكتملة الصلاحيات، وانتظام عمل المؤسسات، وأن يقوم كل لبناني بحسب موقعه بمسؤولياته على أكمل وجه، لإعادة بناء البلد واقتصاده وأمنه واستقراره".

أمّا رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، فأكد "ضعف الإمكانيات المادية لدى البلديات، وضرورة إفراج وزارة المالية عن كامل مستحقاتها من الصندوق البلدي المستقل وعائدات الخليوي، لتتمكن من إدارة شؤون البلدات وتأمين الخدمات للأهالي بالشكل المطلوب"، متوجها بالشكر إلى "المغتربين من أبناء منطقة دير الأحمر، الذين وقفوا إلى جانب البلديات في هذه المحنة".

بدوره، اعتبر رئيس بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري، أن "استضافة أهلنا من بعلبك وقرى الجوار كانت فرصة فعلية للتواصل والعيش مع جيراننا، وكنا بحاجة لهذا التلاحم واللقاء الذي جمعنا تحت سقف واحد في بيت واحد، فكانت بالفعل مناورة حية للعيش معا، وهذه التجربة عاشها أجدادنا وليست جديدة على أبناء دير الأحمر".

وأشاد بـ"همة وعطاء وتضحيات متطوعي شباب الطوارئ ومدراء المدارس، حيث كنا نعقد كل مساء اجتماعات تمتد لساعات عدة، خلال فترة العدوان الإسرائيلي، لنكون إلى جانب الناس بالشكل اللائق. والشكر موصول إلى الأهالي الذين تشاركوا بيوتهم مع الضيوف، وكانت نسبة الأيواء في البيوت بنسبة 80 %، وقدموا الصورة الناصعة للتعاضد والتضامن والتكاتف في استقبال أهلهم، وكانوا بخدمتهم".

ولفت إلى أن "لبنان خلال كل الأزمات التي واجهها، يجيد تحويل الأشياء السلبية إلى فرص إيجابية. وكل التقدير أيضا لوزير الداخلية والبلديات الذي رأى أن منطقة دير الأحمر كانت رمزا للإحتضان، وتشكل نموذجا للدولة التي ستبنى"، معربًا عن أمله بأن "يكون عيد الميلاد بشارة خير لبناء دولة جديدة في وطننا لبنان، دولة حاضنة لكل أبنائها وتهتم بكل شؤونهم وشجونهم، وأن يكون لديها الهيبة، والرؤية للإستفادة من كل مقدرات البلد، ومنها منطقة بعلبك الهرمل الغنية بمواقعها الأثرية والتراثية والبيئية والدينية وبمواردها البشرية".

من جهته، شدّد راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، على أنّ "لدينا أملا ورجاء بأن يتعافى ويستقر لبنان بسرعة، وأن تستقر سوريا أيضا بسرعة، لكي نستطيع العيش بهناء وفرح وسعادة وسلام واطمئنان، وأن يعود كل مواطن إلى أرضه وبيته"، معلنًا أن "طموحي بأن يسود في البقاع الشمالي الأمن والأمان والإستقرار والإزدهار، فلا يعود هناك خارجين عن النظام والقانون، ويشعر كل أبناء المنطقة بأنهم تحت رعاية واهتمام الدولة الأم التي نسعى جميعا لحفظها ودعمها والنهوض بها، ونعيش في ظلها بأمان".

ورأى أنّ "ما رأيناه في منطقة دير الأحمر من احتضان لأهلنا خلال الحرب الفضل فيه لكل الناس، أنا تحدثت بالمبدأ فقلت نحن نقدم الدم وبيوتنا مفتوحة، لأنني شعرت بمدى قساوة الحرب، وهي تستدعي المزيد من أجواء المحبة والوطنية والتآخي"، موضحًا أنّ "مع حصل في دير الأحمر يشكل صفحة مشرقة وجميلة، تشكل النقيض لبشاعة الحرب والدمار. ولكن المحنة لم تنته، إذ يوجد الكثير من الناس دمرت بيوتهم، وهناك الكثير من المآسي في لبنان تستدعي منا الصلاة والقيام بأعمال الخير، وتتطلب المزيد من المواقف الإيجابية والاحتضان لبعضنا البعض في لبنان".

وختم المطران رحمة: "رجاؤنا بأن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جدية، ليبدأ الثقة لدى اللبنانيين مقيمين ومهاجرين بدولتهم، وأن تفرج المصارف عن أموال المودعين، وأن تعود الأمور إلى نصابها".