اعتبر المنسق العام الوطني للتحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة مارون الخولي، في بيان، أن التصريح الصادر عن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من دمشق، والذي أشار فيه إلى أن مزارع شبعا سورية، "يمثل إساءة مباشرة للسيادة اللبنانية، خصوصًا وأن لبنان قدّم مئات الشهداء للدفاع عن هذه الأرض، وخاض أربعة حروب تحت شعار تحريرها".
وأكد أن "مثل هذه التصريحات تتعارض مع مبدأ الحفاظ على سيادة الوطن"، داعيًا المسؤولين اللبنانيين إلى "التوقف عن الإدلاء بمواقف قد تؤدي إلى التفريط بأي شبر من الأراضي اللبنانية من دون التحقق من ملكيتها". ولفت إلى "وجود وثائق وأدلة دامغة تؤكد لبنانية مزارع شبعا"، مضيفًا أن "الحديث عن هذه الأرض يجب أن يكون انطلاقًا من أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للبنان، وليس بمعرض ارضاء سوريا او اسرائيل".
وأضاف الخولي: "إن الدفاع عن مزارع شبعا كأرض لبنانية واجب وطني يستوجب من الجميع التكاتف والعمل على تأكيد سيادة لبنان عليها".
ودعا الدولة اللبنانية إلى "مطالبة الحكومة السورية بالاعتراف رسميًا بملكية لبنان لهذه الأراضي، ما يضع حدًا لأي التباس أو استغلال سياسي لهذه القضية، ويعزز العلاقات بين البلدين على أسس واضحة وقائمة على الاحترام المتبادل للحدود والسيادة".
وفي هذا السياق، أشار الخولي إلى أن "مسار ترسيم الحدود البرية الجنوبية مع إسرائيل كان قد بدأ يأخذ خطوات جدية، خصوصًا في ظل مواقف رسمية بارزة لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اللذين أكدا استعداد لبنان للذهاب نحو الترسيم وطالبا إسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر".
واعتبر أن "هذه المواقف عززت موقع لبنان في تأكيد لبنانية هذه الأراضي، خصوصًا أن النقاط المختلف عليها تعتبر محتلة من قبل إسرائيل"، وأوضح أن "النقاشات التي تمت والتي من المقرر استكمالها عبر الوسيط الاميركي، سواء عبر اللجنة الثلاثية أو الأمم المتحدة، تمثل فرصة للبنان لصياغة تصور واضح لترسيم حدوده البرية".
وأكد أن "مزارع شبعا جزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية، وهي مثبتة كأراضٍ لبنانية منذ اتفاقية الهدنة عام 1949"، مشددًا على "ضرورة استكمال هذا المسار بجهد وطني جامع، وعدم السماح لأي طرف داخلي أو خارجي بالتشكيك بلبنانية هذه الأرض".
وختم الخولي بدعوة الجهات اللبنانية كافة إلى "التزام موقف موحد يدعم الحقوق اللبنانية، مع الإصرار على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة والاعتراف السوري الواضح بملكية لبنان لمزارع شبعا، بما يعزز السيادة اللبنانية ويحفظ حقوقها في المحافل الدولية".