تطرق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في كلمته بعد اجتماع الهيئة السياسية للتيار بمشاركة الرئيس السابق العماد ميشال عون الى مواضيع عدة اولها موضوع المفقودين قسراً.
واشار الى أن "الاعلام اللبناني والجهات السياسية شنوا حملة ضد عون والتيار الوطني الحر ورئيسه حول وجود مفقودين لبنانيين قسراً ادعوا أنه تم العثور عليهم في السجون السورية وتم تحميل عون والتيار مسؤولية ذلك، وكأنه من وضعهم في هذه السجون، وتمّ تحميلهم مسؤولية التخلّي عنهم وخيانتهم، وكأنهم هم لم نقوموا بكل ما يلزم من مطالبة الجهات السورية، من تقديم واقرار القوانين اللبنانية التي تعطيهم تعويضات والتي تكشف كل الحقيقة حول اختفائهم قسراً".
ولفت الى أن "هذه الحملة تضمنت ذمًّا وقدحًا وسبابًا بحقنا، بالطريقة نفسها التي تم تصويرنا فيها عام 2005 على اننا من جماعة سوريا في وقت نحن الوحيدين الذين واجهنا سوريا في زمن وجودها في لبنان، والطريقة نفسها التي تم تصورينا من خلالها أننا المسؤولين عن الفساد في لبنان في 17 تشرين فيما نحن وحدنا اختلفنا مع الجميع بسبب محاربتنا للفساد ولاحقنا رمز الفساد المالي رياض سلامة حتى وضعه في السجن، وبالطريقة عينها تم تصويرنا على اننا نحن وراء سلاح حزب الله في الوقت الذي كنا نحن اوّل من طرح استراتيجية دفاعية لضبط السلاح ضمن اطار الدولة وفي سبيل واحد هو الدفاع عن لبنان عند الاعتداء عليه وكنا اوّل من اعترض على هذا السلاح حين خرج عن اطاره الدفاعي في حرب الاسناد لغزّة وفي استراتيجية وحدة المحاور، ونحن المتمسكين اليوم بحل مشكلة السلاح ووضعه بأمرة الدولة ولكن بالتفاهم وليس التصادم".
ورأى باسيل أن "كل هذا التشويه المتعمّد والاستهداف السياسي المبرمج ادّيا الى وضع التيار في موقع المتّهم في ملف المفقودين قسراً فيما هو الوحيد الذي لاحق هذا الملف واشتبك من اجل وضعه في البيان الوزاري مع كل القوى الميليشياوية السابقة المسؤولة عن فقدان 17 الف مفقود لبناني في لبنان وسوريا، وهذا كلّه ان صحّ انه تمّ العثور على لبنانيين مفقودين قسراً في الحرب اللبنانية".
وتتمنى ان "يكون هذا الأمر صحيحاً، ولكن تبيّن ان الأمر يتعلّق حتى الآن فقط بأكاذيب وتلفيقات سياسية تمّت فبركتها فقط بهدف اتّهامنا زوراً وظلماً وبهتاناً وجعل الناس يصدّقون ان هناك مفقودين وجدوا، وكل هذا الكذب والتلاعب بعواطف اهالي المفقودين بهدف النيل منا سياسياً".
واعلن "إعطاء كل كل اعلامي وكل سياسي قام بتناول عون والتيار ورئيسه بقلة تهذيب وبتحريض وبقدح وذم، فرصة الاعتذار علناً او اعترافه بأنه اخطأ او وقع بسوء تقدير او اوحي له بمعلومات مغلوطة، وان يصحّح خطأه في هذا العيد الكريم، عيد الميلاد والمحبة والتسامح وستتم مسامحته؛ امّا من لن يفعل ذلك، فسيتقدم التيار بدعوى ضدّه، كما فعل سابقًا مع احد مقدّمي البرامج التلفزيونية، الذي لم يتعلّم بعد ان يوقف الكذب حيث ربح التيار عليه دعويين امام القضاء بسبب افترائه وكذبه. باسيل أضاف: " هناك محطّات وبرامج واعلاميين انتهكوا حرماتنا مراراً وتكراراً والّفوا اخبار مضحكة مقرفة حولنا، سنلاحقهم ونفضحهم".
واكد أنه "من الآن وصاعداً، لن نقبل بالتنمر علينا وتناولنا مجاناً بالكذب والافتراء من دون محاسبة وملاحقة؛ وسنلاحق قانونياً من يعتدي علينا، رإن لم يقم القضاء بواجبه بواجبه سريعاً فسنلاحقه شعبياً واعلامياً وبالتنمّر نفسه الذي يطالنا، فزمن التنمّر على التيار مثل 17 تشرين لن يتكرّر وسوف نحاسب ونتنمّر ونلاحق ونلحق كل من يسيء الينا عن قصد".
أما في موضوع النازحين السوريين، فقد اشار باسيل الى انه "من المفروض ان تنتفي مع سقوط النظام كل اسباب وجود النازحين في لبنان". وأوضح: "لكن من الواضح انه ليس هناك حماسة كافية لعودتهم السريعة، وقد سمعنا بياناً او كلاماً لمنظمة الهجرة العالمية التابعة او المرتبطة بالأمم المتحدّة تنصحهم علناً بعدم التفكير بالعودة السريعة قبل جلاء الأمور في سوريا".
وتابع: "فمن قال ان الأمور ستنجلي قريباً ومن يؤكّد؟ وأضاف:"نحن نتأمل ان تُرفع العقوبات وتبدأ عملية الاعمار وان يعود كل السوريون فوراً ويذهب حتى اللبنانيون للعمل في سوريا ولكن من يضمن؟ وماذا اذا لا سمح الله ساء الوضع في سوريا وحدثت احداث واضطرابات بين مناطق النفوذ والفصائل المتصارعة والقوى الخارجية؟ هل سنكون بمواجهة موجات نزوح من نوع آخر؟؟"
وأعلن "باسيل قيام التيار بدراسة وكتابة قانون يقضي بالعودة الفورية للنازحين السوريين الى بلادهم آملًا انضمام الجميع اليه، مطالبًا الحكومة اللبنانية بإعادة النازحين الذي انتفت اسباب وجودهم في لبنان،كما القوى الأمنية بأخذ كل الإجراءات اللازمة منذ الآن لمنع دخول اي نازح سوري جديد الى لبنان ولو مهما كانت الأسباب او المبررات.
وفي ملف التغيرات في سوريا أكد باسيل، ان "لا يمكننا التعليق عليها سوى اننا نتمنى لسوريا السلام والوحدة والحرية لكافة طوائفها وان ينعكس هذا الأمر ايجاباً على لبنان، ولكن نرفض اي تعاطي خاطئ مع اي فريق او مكوّن لبناني بسبب ما حدث في سوريا ونحن الى جانب اي معتدى عليه بهذا الاتجاه".
وشدد باسيل على "موقفنا الوحيد المبرّر والمقبول يجب ان يكون وطنياً ونتعاطى مع سوريا من دولة لدولة على اساس الاحترام المتبادل والسيادة والاستقلال والعلاقات النديّة". وقال:"نحن نقبل بما يقبله الشعب السوري من خلال انتخابات حرّة ولا دخل لنا بأكثر من ذلك، وكلٍ مظهر من مظاهر الزحف السياسي او الشعبي او الفئوي الخارج عن اطار الدولة لا علاقة لنا به ولا نعترف به".
كما اكد أن "مزارع شبعا لبنانية وعلى أن حدود لبنان امر سيادي، ومن الواجب مطالبة الدولة السورية والنظام الجديد الاعتراف بذلك والتسليم به، وحل مسألة الحدود البرية والبحرية المتنازع عليه"، لافتا الى انه "الوحيد الذي كتب للدولة السورية مطالباً بذلك حينما كان وزيراً، مؤكداً" ليس هناك من ارض لبنانية للمساومة، او للبيع والشراء".
أما فيما يخص وقف إطلاق النار، فأكد باسيل، "نحن مع الـ 1701 ونحنا مع تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وهذا امر ارتضاه الثنائي الشيعي بطرفيه، ووافقت عليه بعدها الحكومة اللبنانية؛ اذاً اصبح ملزماً على لبنان وعلى حزب الله والجيش والحكومة الالتزام بالتطبيق لما فيه مصلحة لبنان لمنع الحرب من ان تتكرّر كهدف ولكن هناك هدف آخر هو الحفاظ على السيادة اللبنانية".
وسأل "اذا كان حزب الله قد خسر عسكرياً قدرة حماية لبنان وردع اسرائيل عن الاعتداء عليه، ولكنه لم يخسر معركة الدفاع عن لبنان ومنع اسرائيل من احتلال اراضيه بشكل واسع؛ ولكن هل هذا يعني ان لبنان كل لبنان خسر سيادته واصبح مسموحاً لإسرائيل ان تقوم بالاعتداء اليومي على السيادة وعلى الجيش وعلى المدنيين وعلى الاملاك الخاصة والاملاك العامّة دون ان نسمع اي اعتراض؟ واذا كان مطلوب منا لبنانياً تطبيق الاتفاق، اليس مطلوباً من اسرائيل ايضاً تطبيقه؟ واخيراً، الم يعد هناك من كرامة وطنية امام ما نشهد من امتهانٍ لها دون ان نسمع صوتاً او اعتراضاً من حكومة او جيش او مسؤولين؟ لا نريد عودة الحرب ولكننا نرفض الذل والمهانة".
وفي ملف الرئاسة رأى باسيل ان "كل ما سبق يتطلّب وجود دولة تتحمّل المسؤولية وتستوعب كل مواطنيها ولا دولة من دون رئيس الذي يجب ان يُنتخب في 9 ك2 لكي تتألف من بعده حكومة انقاذ وتتكوّن مؤسسات الدولة تباعاً"، مؤكدا أن "موقفنا منذ اليوم الأوّل في 2022، كان ولا يزال مع رئيس توافقي تتفاهم عليه الكتل النيابية، اوّلاً لكي يتمكّن من الوصول الى سدّة الرئاسة وتجنّب النزاع، وثانياً لكي يتمكّن من النجاح في الرئاسة من دون وجود تكتل سياسي كبير يعاكسه منذ بداية العهد ولكي يتمكّن هو من جمع اللبنانيين في مشروع وطني انقاذي بدل تقسيمهم الى مشاريع فئوية طائفية فتنوية".
ولفت الى أن" هذا الموقف لم يتغيّر، ولن يتغيّر، وكل ما يحكى عكس ذلك عن مؤامرات وتركيبات وخبريات اننا نسعى الى التفاهم مع فريق دون فريق هو فبركة وكذب لكي ينالوا من توجّهنا ويضعونا في خانة المتآمرين والخاسرين او الرابحين في رهان رئاسي وسياسي ابتعدنا عنه منذ البداية، واعتمدنا بدلاّ عنه خيارًا رئاسيًّا اصلاحيًّا سياديًّا وطنيًّا جامعًا دون ربح لأحد على أحد".
وأضاف، "ونحن نعلن مجدداً اننا غير مهتمين باسم محدّد للرئاسة، ولا نعتبر انفسنا خسرنا اذا ربح من لا نريد ولا اننا ربحنا اذا ربح من نريد، فمقياس الربح والخسارة هو اذا نجح عهد الرئيس وهذا فيه ربح لجميع اللبنانيين والعكس هو خسارة لكل اللبنانيين".
وأشار الى انه "عندما تمّ التفاهم بين معظم المكوّنات السياسية والقوى الخارجية التي تتعاطى بالملف على مبدأ الرئيس التوافقي، قلنا اننا نتكلّم عن توافق واسع وليس اجماعاً اذا لم يتأمّن. وأوضح: "بمعنى انه اذا اعترض فريق واحد من القوى الاساسية فهذا يمكن تمريره، وهذا ينطبق علينا اولاً، ولكن اذا اعترض اكثر من فريق اساسي فيسقط التوافق لأننا ندخل بخانة الاكثرية تقرّر. ولكن اذا تعثّر التوافق، فلنذهب الى الانتخاب والأفضل حصر الانتخاب بخانة المتنافسين في فئة المقبولين للتوافق، مع وجود افضليات؛ طبعاً لكل فريق افضليته دون ان يشكّل الامر تحدياً لأحد او استفزاز او كسر او ربح او خسارة، فالرابح يكون كل لبنان والخاسر يكون كل لبنان، وانا انصح ان نبتعد عن هذا المنطق حالياً".
كما أكد ان "سليمان فرنجية هو الرابح بحال انسحابه، لأنه ربح احترام الناس وتجنّب الفشل في عهده، وكذلك جوزف عون اذا لم يكمل وانسحب فهو الرابح لأنه يعرف ان هناك دستور يجب احترامه وهو يخالف هذا الدستور بترشحه من خارج الآلية التي نصّ عليها هذا الدستور".
وأوضح باسيل بخصوص مخالفة الدستور بأنه "ينص على التالي:
"المادة 77 (عدلت بموجب 18 /1990)
تاريخ بدء العمل : 21/09/1990
يمكن ايضا اعادة النظر في الدستور بناء على طلب مجلس النواب فيجري الامر حينئذ على الوجه الاتي:
”يحق لمجلس النواب في خلال عقد عادي وبناء على اقتراح عشرة من اعضائه على الاقل ان يبدي اقتراحه باكثرية الثلثين من مجموع الاعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانوناً باعادة النظر في الدستور.
على ان المواد والمسائل التي يتناولها الاقتراح يجب تحديدها وذكرها بصورة واضحة, فيبلغ رئيس المجلس ذلك الاقتراح الى الحكومة طالبا اليها ان تضع مشروع قانون في شأنه، فاذا وافقت الحكومة المجلس على اقتراحه بأكثرية الثلثين وجب عليها ان تضع مشروع التعديل وتطرحه على المجلس خلال اربعة اشهر واذا لم توافق فعليها ان تعيد القرار الى المجلس ليدرسه ثانيةً، فاذا اصر المجلس عليه بأكثرية ثلاثة ارباع مجموع الاعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانوناً، فلرئيس الجمهورية حينئذ اما اجابة المجلس الى رغبته او الطلب من مجلس الوزراء حلّه واجراء انتخابات جديدة في خلال ثلاثة اشهر، فاذا اصر المجلس الجديد على وجوب التعديل وجب على الحكومة الانصياع وطرح مشروع التعديل في مدة اربعة اشهر".
وسأل "كيف يمكن لرئيس جمهورية ان يعد اللبنانيين ببناء دولة على اساس القانون والدستور وهو يخالف الدستور بأوّل عمل يقوم به؟ ووصوله بحدّ ذاته هو ضد الدستور؟! واين مصداقية الدول التي تدعم هكذا مخالفة وهي تطالب بالاصلاحات في لبنان؟"، مؤكدا أن "كل انسان وصل بتحدٍ لقسم كبير من اللبنانيين سيفشل ويفشل معه لبنان.،امّا من يصل بالتفاهم فيربح نفسه ويربح اللبنانيين جميعاً وقد يكون عنده فرصة نجاح وهذا غير مضمون ايضاً. وشدد باسيل على أن "مرشحنا هو التوافق وممكن الوصول اليه بحسب اتصالاتنا المفتوحة على الجميع، سراً وعلناً، وكل الخيارات والاحتمالات مفتوحة، وجلّ ما نريده هو رئيس في 9 ك 2، وان ينفضح من لا يريد رئيس ومن لا يريد التفاهم بل يريد والتصادم".
كما شدد على أن "موقف التيار هو الموقف الوطني ومنطق الدولة وسيبقى كذلك"، وقال: لا يهمّنا فيه ربح او خسارة لنا، ولا يهمّنا من ربح او خسر في الداخل والخارج، منطقنا يبقى واحداً وهو تحقيق الربح للبنان، ونحن لا نركب موجات بل نحن ثابتون بمنطق الدولة وموقفنا من حريّتها وسيادتها واستقلالها".