لن يكون ميلاد الطفل يسوع هذا العام مشابهاً لكل السنوات الماضية، فميلاد المخلص يحمل معه هذه المرّة الرجاء بولادة جديدة داخل كل فرد منا مع كلّ ما مرّ على هذا الوطن من مآسٍ...
نعم قد تكون الحرب أثّرت كثيراً في الناس وغيّرت حياتهم وربما ستغيّر في الديموغرافيا، ولكن الاكيد أن يد "شربل" بقيت واضحة المعالم في كلّ شيء. فلم تقف الأمور عند ايقاف الحرب في بلد القدّيسين، بل الحقيقة أن الله وبواسطة قديسه شربل يستمرّ باجتراح الأعاجيب والكثير من المؤمنين نالوا نعمة الشفاء بواسطته.
أنطوانيت جوزيف الأسمر، ربّة منزل تساعد زوجها في أعماله، عانت منذ سنوات من آلام حادة في يدها اليمنى، لدرجة أنها بالكاد تستطيع تحريكهما، وإقتصرت كلّ أعمالها على يدها اليسرى. تروي أنطوانيت رحلة عذابها لأكثر من سنتين مع الالام. وتشير إلى أنها "معينة لزوجها ومضطرة إلى إستعمال يدها في كل أعمالها، خصوصاً وأنها تعمل في صنع المونة المنزلية"، وتلفت إلى أنها "أخذت الكثير من الأدوية "والكورتيزون" ولم ينفع معها أي شيء، حتى باتت لا تستطيع إستعمال يدها بالكامل".
"إذا أردت أن أفتح أو أحرّك يدي، كان صراخي يملأ الأرجاء من شدّة الألم". هذا ببساطة ما قالته أنطوانيت، وتلفت إلى أن الطبيب طلب منها إجراء فحص الـIRM، ولا يمكن القيام بها لأن جسمها يمتلئ بشظايا كثيرة بسبب الحرب اللبنانية، وطبيبها في مستشفى المعونات أكد لها وجود بديل عن الـIRM، لكشف السبب الذي أدى إلى وصول يديها إلى ما هي عليه، وهذا ما حصل، وتضيف "أكد لي الطبيب أن أوتاري تعاني من التهاب حاد، وبعد أن فقدت الأمل صليت للقديس شربل بشدة ولم تكن هذه المرّة الأولى إذ كنت دائما أزوره وأطلب نعمة الشفاء".
وتشير أنطوانيت الأسمر إلى أنها زارت في إحدى المرّات القديس شربل وصلّت، وطلبت منه بحرارة أن يشفيها وعادت إلى منزلها، وتلفت إلى أنها أجرت أكثر من 110 جلسات من العلاج الفيزيائي ليدها ولم تتحسّن، مع الاشارة الى ان المعالجة الفيزيائيّة أكدت لها أن العلاج سيساعد اليد على التحسن، ولكن الأمر يحتاج إلى سنوات. وتتابع: "في شهر آب من العام 2024 نمت في مزار القديس شربل وطلبت منه الشفاء، وحصلت معي الأعجوبة في 24 تشرين الأول 2024، يومها نظفت منزلي بأكمله وأنا أعاني من آلام حادة، فصرت أبكي كالأطفال وأتضرع إلى القديس شربل ليشفيني، ولم أشعر في تلك اللحظة الا "بعبقة" وظننت أن ضغطي إنخفض ودون أن أشعر رفعت يدي".
"كنت أعرف أن دوري سيأتي في يوم من الأيام". هذا ما تراه ببساطة أنطوانيت، مشيرة إلى أنها عادت لترفع يدها وبدأت تحركها بشكل طبيعي، "وأدركت في حينها أن مار شربل إستجاب لصلواتي وشفاني، وفي اليوم التالي زرت الطبيب وعندما سلّمت عليه سألني ما الذي فعلته فهل زرت القديس شربل؟ فكان جوابي بأنّه هو من جاء إليّ".
في ليلة ميلاد المخلّص يصادف ذكرى إنتقال القديس شربل إلى السماء من عام 1898، فكل من يطلب منه نعمة من قلبه ينل... إذ تكفي "شويّة إيمان قد حبّة الخردل، حتى تحصل الأعجوبة".