أشار العلّامة السيّد علي فضل الله، خلال رعايته حفلًا تأبينيًّا أقامه مستشفى بهمن الجامعي، عن روح موظّفَيها علي عز الدين وخيرالله المقداد، في قاعة المستشفى، إلى أنّ "هؤلاء الشّهداء فكّروا بحجم هذا الوطن، فهم تحمّلوا مسؤوليّة القيام بواجبهم اتجاهه، ورفضوا أن يكون مسرحًا للذّين يريدون أن يحتلّوا أرضه أو يعبثوا بأمنه واستقراره، أو أن يسقطوا روح الحرّيّة والكرامة فيه".
ولفت إلى أنّ "هؤلاء الّذين يملكون هذه الرّوحيّة، أدركوا أنّنا إذا كنّا ضعفاء لا نستطيع أن نمتلك قرارنا الحر، وسنكون على هامش الآخرين الّذين يصنعون لنا مستقبلنا ويتحكّمون بمصير واقعن"، مركّزًا على "أنّنا نحتاج إلى هذه الرّوح روح التّضحية والفداء والتّرفّع عن الذّات، لبناء وطن بعيدًا عن كلّ الحسابات الشّخصيّة والطّائفيّة والمذهبيّة، بلد يحكمه القانون والعدالة لا من يريده أن يبقى بقرة حلوب لحساب بعضهم الخاص أو لحساب بهذه الطّائفة أو ذلك المذهب".
وأكّد فضل الله أنّ "هذا الوطن لا يمكن أن يُبنى بالغلبة أو بالتّهميش والإقصاء، بل بالتّوافق"، مشدّدًا على "أنّنا للأسف ما زلنا نعيش بلا رئيس للجمهوريّة، لذلك ندعو جميع الأفرقاء إلى الإسراع لانتخاب رئيس يكون قادرًا على تحمّل مسؤوليّة هذه المرحلة ويكون لجميع اللّبنانيّين، وثقتا كبيرة بمستقبل أفضل، لأنّنا نؤمن بوطن الإنسان والقيم، وستبقى يدنا ممدوة للجميع للنّهوض فيه، ونعمل سويًّا على تحصينه في وجه كلّ العواصف الدّاخليّة والخارجيّة الّتي قد تهبّ عليه".