أشار العلامة السيد علي فضل الله الى ان "العدو الاسرائيلي مستمر بخرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر تفجير ما تبقى من مبان في القرى التي احتلها والتمدد إلى قرى لم يكن قد وصلها في خلال عدوانه، والذي شهدناه بالأمس في القنطرة ووادي الحجير وقبل ذلك في الناقورة أو في الغارات التي طالت وللمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار عمق البقاع، أو الطلعات الجوية لمسيراته التي تصل إلى بيروت وضاحيتها، فيما تستمر مماطلته في الانسحاب المقرر أن يحصل خلال الستين يوما، والذي لم يستكمل المرحلة الأولى منه، ما يشير إلى عدم جدية هذا العدو بتطبيق بنود هذا الاتفاق"، معتبرا ان "الاعلام الاسرائيلي يتحدث أن ذلك قد لا يقف عند حدود الستين يوما، والذي قد يريد منه فرض شروط أمنية وعسكرية وسياسية جديدة على اللبنانيين، رأى أنه يمكن تحقيقها على ضوء ما حدث من تطورات إقليمية، في الوقت الذي يلتزم الجانب اللبناني ببنود هذا الاتفاق رغم الاستفزاز الذي يتعرض له، تاركا للجنة المشرفة القيام بالدور المطلوب منها".

وخلال خطبة الجمعة، لفت فضل الله الى ان "كل ذلك يجري في ظل استمرار التباطؤ في عمل هذه اللجنة، وصمت العالم عن التنديد بما يقوم به. إننا أمام ما يجري نحمل المسؤولية لكل الجهات الراعية للاتفاق التي عليها أن تسارع إلى القيام بالدور المنوط بها، حيث لا يمكن لهذا الواقع أن يستمر أو أن يقبل به".

ونوه فضل الله بالموقف الرسمي الذي تجلى بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة بصحبة قائد الجيش للمنطقة الحدودية، كتأكيد على سيادة لبنان عليها في وجه تهديدات العدو الرامية لاستمرار سيطرته عليها بشكل أو بآخر، وتحذيره من مغبة خروقات العدو التي قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق".

وتابع :"أمام هذا الواقع، نجدد دعوتنا لكل الأطراف والكيانات السياسية والمواقع الدينية في لبنان إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة ما يجري من إصرار العدو على المس بسيادة لبنان واستقلاله، والعمل لمنعه من أن يستفيد من الانقسام الداخلي لحساب ترسيخ احتلاله أو هيمنته، واعتبار ذلك مسؤولية وطنية لا تخص طائفة أو مذهبا أو فريقا سياسيا"ـ معتبرا ان "إن اللبنانيين بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن يجمدوا خلافاتهم وحساسياتهم وسجالاتهم، لمواجهة المخاطر التي تعصف بهم في الداخل وعلى الصعيد الاقتصادي والمعيشي والأمني، وما يجري على حدودهم الجنوبية والشرقية وما يعصف بالمنطقة، حيث يعمل على بناء خرائط جديدة ترسم من خلالها معالم شرق أوسط جديد يكون للكيان الصهيوني اليد الطولى فيه، حيث لا يمكن أن يواجه كل ذلك بالترهل الذي نشهده وبدولة منقوصة".

وطالب فضل الله "كل المعنيين، بالإسراع لتأمين كل السبل التي تؤمن انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، وإن كنا نخشى ألا يحصل ذلك في ظل عدم الجدية في العمل للوصول إلى التوافق السياسي الذي يبقى هو الكفيل لتأمين حصول هذا الاستحقاق".

ودعا الى "بذل جهود إضافية من الدولة لاستكمال رفع الركام الهائل الذي لا يزال يلف الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، ولتقديم المساعدات التي تضمن تأمين الإيواء للذين فقدوا بيوتهم، وما يعين أصحاب المحال التجارية والمؤسسات على متابعة عملهم والقيام بشؤون مؤسساتهم، وإلى تكثيف الاتصالات للبدء بعملية الإعمار التي نخشى أن تطول في ظل عدم توافر الإمكانات لدى الدولة، أو أية جهة من الجهات على ذلك، والتي نخشى من استخدامها كورقة ضغط إضافية على لبنان".