أعلن رئيس اللجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" المطران مارون العمار في مؤتمر صحافي عقده في المركز الكاثوليكي للإعلام رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للسلام الـ58 بعنوان: "أعفنا ممّا علينا وامنحنا سلامك".

وشرح المطران العمار رسالة البابا فرنسيس الـ 58 في اليوم العالمي للسلام فركّز على اربع افكار من الرسالة:"اولا، "السعي الى ايجاد العدالة في المجتمعات حتى نبني ثقافة السلام حيث طلب قداسته من الدول الغنيّة ان توفي ديون الدول الفقيرة"، وطالب "بوقف شراء الاسلحة واستبدالها بفتح مدارس لتعليم اطفال العالم لتنشئتهم على ثقافة السلام" ، كما تكلّم عن "مساعدة المهاجرين والتعامل معهم بمحبّة"، وطالب "بالغاء عقوبة الاعدام، كما نوّه "بالحفاظ على البيئة".

ولفت البابا فرنسيس، في رسالته في اليوم العالمي للسلام الـ58، الى أن "الرجاء يولد من خبرة رحمة الله التي هي غير محدودة على الدوام. في فجر هذه السنة الجديدة التي أعطانا إياها الآب السماوي، زمن اليوبيل المكرّس للرجاء، أتقدم بأصدق تمنياتي بالسلام لكل امرأة ورجل، ولا سيما للذين يشعرون بأنهم مُستنفدون بسبب حالتهم الوجودية، تحكم عليهم أخطائهم، ويسحقهم حكم الآخرين، ولم يعودوا يرون أي أفق لحياتهم. لكم جميعًا الرجاء والسلام، لأن هذه السنة هي سنة النعمة التي تأتي من قلب الفادي".

وذكر أن "اليوم، يشكل اليوبيل حدثًا يحثنا على البحث عن عدالة الله المحررة في جميع أنحاء الأرض. وبدلًا من البوق، في بداية سنة النعمة هذه، نودّ أن نضع أنفسنا في إصغاء إلى "صرخة الاستغاثة اليائسة" التي ومثل صرخة دمِ هابيل البار ترتفع من الأرض والتي لا يتوقف الله أبدًا عن الإصغاء إليها. ونحن بدورنا نشعر بأننا مدعوون لكي نصبح صوت العديد من حالات استغلال الأرض وظلم القريب".

وأكد أنه "يجب على كل واحد منا أن يشعر بطريقة ما بالمسؤولية عن الخراب الذي يتعرض له بيتنا المشترك، بدءًا من تلك الأعمال التي، حتى ولو بشكل غير مباشر فقط، تؤجج الصراعات التي تعصف بالبشرية".

وأضاف "أنا لا أكلُّ من تكرار القول بأن الديون الخارجية قد أصبحت أداة للسيطرة، لا تتورع من خلالها بعض الحكومات والمؤسسات المالية الخاصة في البلدان الغنيّة عن الاستغلال العشوائي للموارد البشرية والطبيعية للبلدان الأشدَّ فقرًا من أجل تلبية احتياجات أسواقها الخاصة. أضف إلى ذلك حقيقة أن العديد من السكان، المثقلين أصلاً بالديون الدولية، يجدون أنفسهم مجبرين أيضًا على تحمل عبء الديون البيئية للبلدان الأكثر تقدمًا".

ودعا إلى "التزام راسخ بتعزيز احترام كرامة الحياة البشرية، منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، لكي يتمكن كل شخص من أن يحب حياته ويتطلع إلى المستقبل برجاء ورغبة في التنمية والسعادة له ولأبنائه. بدون رجاء في الحياة في الواقع، من الصعب أن تنبعث في قلوب الشباب الرغبة في توليد حياة أخرى. وهنا، بشكل خاص، أود أن أدعو مرة أخرى إلى لفتة ملموسة يمكنها أن تعزز ثقافة الحياة. وأعني إلغاء عقوبة الإعدام في جميع الدول. إن هذا التدبير، في الواقع، بالإضافة إلى المساس بحرمة الحياة، يقضي على كل رجاء بشري بالمغفرة والتجديد".

وتابع "لتكن سنة 2025 سنةً ينمو فيها السلام! ذلك السلام الحقيقي والدائم، الذي لا يتوقف عند مراوغات العقود أو طاولات التسويات البشرية. لنبحث عن السلام الحقيقي الذي يعطيه الله لقلب مجرّد من السلاح: قلب لا يصرّ على أن يحسب ما هو لي وما هو لك؛ قلب يذيب الأنانية في الجهوزيّة للذهاب للقاء الآخرين؛ قلب لا يتردد في الاعتراف بكونه مدينًا أمام الله، ولهذا فهو مستعد لأن يعفي الديون التي تثقل كاهل القريب؛ قلب يتخطى الإحباط بسبب المستقبل بالرجاء في أن كل شخص هو مورد ثمين لهذا العالم".

وفي سياق منفصل، تمنى مدير المركز المونسنيور عبده ابو كسم، "لكل اللبنانيين ان يعيشوا بسلام الله على ارض هذا الوطن". وقال:" بعد كل الظروف الّتي يمر بها العالم اجمع، نحن على مفترق طريق جديد يجب ان يكون عنوانه "السعي للعيش بسلام" في لبنان وطن الرسالة".

وكرر ما دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عن ان "السلام الحقيقي ينبع من القلوب ومن النوايا الصافية، ولكي نعيش في سلام مع بعضنا البعض ومع اخواننا في المنطقة، يجب علينا ان نجعل من بلدنا بلد الحياد الايجابي".