لاحت بوادر إنقسام عميق في صفوف المسلمين السنّة في سوريا، تتردد أصداؤها ايضاً في لبنان والأردن والعراق، اساسها الموقف من التطورات السورية، بعد تمدّد النفوذ التركي ووجود محاولات عربية مصرية وخليجية لفرض نفوذ في سوريا الجديدة ومنع التفرد التركي في قرارات وتوجهات دمشق.
وبحسب المعلومات التي اطّلعت عليها "النشرة"، فإن الهواجس لا تطال العناوين السياسية بل الدينية والاقتصادية والاجتماعية: اين ستكون مرجعية المسلمين السنّة في سوريا ولبنان والعراق والأردن؟ هل تفرض انقره "الاخوان المسلمين" مرجعية اساسية؟ ام ان مصر ودول الخليج العربي ينجحون في منع التفرد التركي ويحفظون ادوار مرجعياتهم الدينية لمسلمي بلاد الشام؟
كما ان العناوين الاقتصادية والامنية اساسية في مقاربة تطورات سوريا الجديدة، خصوصاً ان لتركيا مشروعاً تاريخياً بعيد المدى لترجمة الحنين إلى زمن العثمانية، بينما تخشى الدول العربية ان يكون على حسابها، ليشكل خطراً على ساحاتها بوجود مناصرين لحركة "الإخوان المسلمين" يسعون للوصول إلى السلطة، بعدما نجحوا سابقاً في مصر.
وقالت مصادر مطلعة ل "النشرة" ان المملكة العربية السعودية سعت عبر وسائلها الاعلامية في الاهتمام بسوريا ما بعد سقوط نظام بشار الاسد، لعدم ترك الساحة الشعبية السورية لتركيا وقطر، واوحت الرياض انها مهتمة ومعنية بسوريا الجديدة، في وقت كانت كل من القاهرة و ابوظبي وعمّان تحذّر من رمي سوريا في مساحات التطرف الإسلامي، او تكرار تجربة حكم "الاخوان المسلمين" في مصر.
واظهرت المعطيات في لبنان ايضاً ان تلك المستجدات حطت في نقاشات رجال الدين والأوساط الاجتماعية والشعبية عند المسلمين السنّة، ما بين اندفاعة تجاه تركيا، وترقب لموقف السعودية.