تساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​، "كم من قرار نتّخذه في لحظة غضب، قد يودي بحياة كثيرين روحيًّا ونفسيًّا، وفي أسوأ الأحيان جسديًّا؟! كم من حرب بدأها طغاة ذهب بسببها آلاف الأبرياء، وظلّوا هُم في الحكم يبطشون ويقرّرون ويخطّطون لإراقة دماء بريئة أخرى؟! هؤلاء الطّغاة، خوفًا من المذنب الحقيقي، ينتقمون من الأبرياء، ينكّلون بهم، ويرتكبون المجازر، ثمّ يتملّقون المذنب الحقيقي، لأنّ الخطأة يعرفون شرّ الخطأة الّذين يشبهونهم؛ ويعرفون قدراتهم على الرّدّ بواسطة أسلحة الشّر".

وأشار، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى أنّ "كثيرين يقعون ضحيّة المجد الباطل، لأنّهم يميلون آذانهم إلى مديح البشر السّاعين إلى مصالحهم الخاصّة، فيؤلّهون ذواتهم ويسمحون لأنفسهم بالتّصرّف كالآلهة، واضعين أنفسهم مكان الإله الأوحد، ديّان الجميع".

وشدّد المطران عودة على أنّ "كثيرًا ما يقوم البشر بقتل إخوتهم البشر بشتّى الطّرق، إلّا أنّ سيف الكلمة هو الأمضى بين كلّ الأسلحة، لأنّ التّجريح وتلفيق الإتهامات قتل معنوي مؤلم. هؤلاء ينسون أنّ المسيح هو الكلمة الّذي تجسّد ليُبلسم الجراح، يكفكف الدّموع، يشفي منكسري القلوب، ينصف المظلومين، ويؤدّب الظّالمين"، مضيفًا: "ولد الكلمة على الأرض ليحلّ العدل والسّلام والحقّ بين البشر. لهذا، لا يُدعى مسيحيًّا مَن يستخدم الكلمة كسلاح فتّاك، بل مَن يستعملها دواءً شافيًا".

ولفت إلى أنّ "دعوتنا اليوم أن نتعلّم البراءة من أطفال ماتوا شهداء، ضحيّة لقرار غاضب متسرّع، وأن نتّعظ من آخرة الطّاغية هيرودس، ونتضع غير معتدين بأنفسنا، بل جاعلين الرّبّ أمامنا في كلّ حين، وهو يرشدنا إلى كلّ عمل صالح".