لفت عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب ​ملحم الرياشي​، إلى أنّ "بحسب المعطيات المتوافرة حتّى السّاعة، ليس هناك من اتفاق على مرشّح رئاسي، وليس هناك من مرشّح قادر على الحصول على تأييد 65 نائبًا، سواء من قبل فريقنا أو من قبل الفريق الآخر، لأنّ المجلس النّيابي مؤلّف من تعادل سلبي. ولكن العمل سينصبّ مع انطلاق العام الجديد، على السّعي لإتمام هذا التّوافق، وأعتقد أنّه سيكون هناك رئيس في 9 كانون الثّاني المقبل".

وأكّد، في حديث لصحيفة "الدّيار"، أنّ "عدم انتخاب رئيس في 9 كانون الثّاني، لا يعني أنّ الانتخابات لن تحصل، بل سيتمّ الانتخاب في جلسة أخرى أو موعد آخر، لأنّ الإتجاه هو نحو حصول هذه الانتخابات، ولأنّ المعطيات في لبنان والمنطقة قد تغيّرت؛ وانتخاب الرّئيس العتيد سيأتي في إطار هذا التّغيير الّذي حصل"، موضحًا أنّ "العرقلة لن تستمر كما كانت عليه الحال خلال العامين المنصرمين، وهي لن تكون لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، مع أنّي أرى أنّ الانتخابات ستحصل في 9 كانون الثّاني المقبل".

وأشار الرياشي إلى أنّ "​القوات اللبنانية​ ستعلن موقفها من جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة بعد اجتماع تعقده الكتلة يسبق جلسة التّاسع من كانون الثّاني بأيّام، على أن تصدر مواقف شركائها في المعارضة بشكل متوازٍ أو بشكل منفرد، وذلك قد يكون عبر اجتماع مشترك بعد نهاية عطلة الأعياد، أو عبر مواقف تُتّخذ من قبل القوى المعارِضة"، مبيّنًا أنّ "طريقة الإعلان هي من باب الشكليّات، ذلك أنّ كلّ القوى السّياسيّة والحزبيّة المعارِضة موحّدة، وتسعى حاليًّا إلى الإتفاق على المرشّح الّذي ستصوِّت له، حيث من الممكن ألّا تكون معركة انتخابيّة، بل قد يتّفق الجميع على انتخابه".

وعن تأثير زيارة الموفدين الدّبلوماسيّين الأميركي والفرنسي والسّعودي على هذا الموقف، ركّز على أنّ "الموقف يُعلَن بشكل مستقل عن الموفدين، خصوصًا وأنّهم لا يتدخّلون مع "القوّات" في تسمية مرشّحها الرّئاسي، كونهم يدركون طريقة عملها، وبالتّالي هناك توازن في التّعاطي السّياسي مع حلفائنا؛ وباريس وواشنطن وخصوصًا السّعوديّة هم من حلفائنا".

وبالنّسبة لمواصفات الرّئيس المناسب للمرحلة الحاليّة، شدّد على أنّ "هذا الرّئيس بحسب الدّستور هو حَكَم وليس حاكمًا، وأن يكون النّقطة الجامعة لكل المكوّنات المختلفة في البلد، لأنّها تتلاقى على أمور كثيرة، وفي الوقت نفسه تختلف أيضًا على عناوين كثيرة. ومن هنا، فإنّ رئيس الجمهوريّة سيشكّل القاسم المشترك بين كلّ القوى، حتّى وإن كان محسوبًا على فريق ضدّ فريق آخر، ذلك أنّ الرّئيس التّوافقي هو الرّئيس الّذي يتّفق عليه الجميع، والّذي يحفظ حقوق الجميع".

وعن إمكانيّة ترشيح رئيس "القوّات" ​سمير جعجع​، اعتبر الرياشي أنّ "جعجع يملك تجربةً دولتيّةً تنطبق على مشروع الرّئيس الّذي يريد إعادة بناء المؤسّسات، ولكن ظروف التّرشيح من عدمه سنقوم بدراستها داخل القيادة القواتيّة، من أجل معرفة نضوج هذه الظّروف، أو ترقّب حصول ذلك في مرحلة أخرى"، مؤكّدًا أنّ "القوّات اللّبنانيّة منفتحة على كلّ الطّروحات في كلّ المجالات، ويدها ممدودة لكلّ الجهات من دون أيّ استثناء، خصوصًا وأنّ جعجع حارب الإلغاء، ولذلك فهو يرفض إلغاء أي فريق سواء كان ضده أو معه".

أمّا عن الوضع في الجنوب، وخروقات وقف إطلاق النّار وزيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، فلفت إلى "مخاوف جدّيّة من خطر سقوط هذا الإتفاق"، مبيّنًا أنّ "هوكشتاين سيعمل خلال زيارته المقبلة على تثبيت هذا الإتفاق والتّوصّل إلى حلول، لأنّه برأيي لا مجال لعودة الحرب إلى لبنان. ومن المتعارَف عليه إجمالًا أنّ كلّ الإتفاقات لا تُنفّذ بحسب النّصوص بل وفق موازين القوى، وسيعمل هوكشتاين على إعادة النّظر بطريقة التّنفيذ، وسيلتزم لبنان وإسرائيل بهذا الإتفاق".