يوحي كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي بشأن انتخاب رئيس للجمهورية بأنه يخفي كلمة سر ما، او لديه، دون غيره، قطبة مخفيّة ستُترجم بإنتخاب الرئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل. هو السياسي الوحيد في الجمهورية اللبنانية المقتنعٌ ان الجلسة المقبلة ستشهد انتخاب رئيس بعد طول انتظار.
لكن "النشرة" حاولت التفتيش طويلاً عن سر تلك القطبة، وأسباب اندفاعة برّي نحو بت ملف رئاسة الجمهورية، فلم تجد جواباً حاسماً لا عند حلفائه ولا في دائرة المقرّبين منه. بالكاد تجد هؤلاء يضعون سيناريوهات افتراضية بشأن قدرة كل مرشح مطروح.
السيناريو الاول: يحتاج قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى 86 نائباً لانتخابه، غير متوافرة، بسبب رفض كل من التيار "الوطني الحر" وثنائي "حزب الله" و حركة "أمل" ونواب آخرين، اختيار عون. علماً ان تكتلات نيابية اخرى لم تحسم خيارها بإتجاه عون، لا حزب "القوات" ولا نواب "الاعتدال الوطني" ولا غيرهم، بإستثناء كتلة "اللقاء الديمقراطي". وفي حال وحّدت الكتل التي لا ترفضه بالمطلق أصواتها، نتيجة ضغوط دولية أميركية وعربية، قيل انها ستحلّ في الايام التي تسبق الجلسة، فلا يمكن تأمين العدد المطلوب من دون موافقة عين التينة التي تُصبح هي الممر الوحيد لقائد الجيش نحو بعبدا.
السيناريو الثاني: تعدّد المرشحين ونيل كل واحد منهم العدد الذي لا يتخطّى ٣٠ نائباً، بأحسن الاحوال. لتحصل جلسات متكررة على هذا الشكل. ويتم الدخول في دوّامة طويلة.
السيناريو الثالث: تحصر الأكثرية النيابية أصواتها بمرشح واحد، لم تُحسم هويته بعد، من ضمن عدد كبير من المرشحين، لينال بحدود 70 نائباً، فينتخبه كل من نواب "الوطني الحر" و الثنائي المذكور وحلفائهم المستقلين و "الاعتدال الوطني" ونواب اخرين، ويعارضه نواب "القوات" وباقي قوى المعارضة. وهو ما دأبت "القوات" و مؤيدو قائد الجيش على وصفه "بالتهريبة"، نتيجة التوجّس من حصوله المحتمل جداً.
بكل الحالات، فإن هدف برّي الاساسي، في حال عجزت التكتلات النيابية عن الوصول إلى اتفاق لاختيار رئيس، هو ان رئيس المجلس أبعد كلّياً التهمة عنه، بأنه يمنع انتخاب رئيس الجمهورية، بل يكون برّي قد رمى كرة المسؤولية بعيداً جداً عن مرماه، وأطلّ امام اللبنانيين وعواصم العالم بصورة السياسي المسؤول الوحيد، الساعي لملء الشغور الرئاسي وانتظام الحياة السياسية في لبنان، وسط اقليم يسوده المشهد الضبابي. رغم ان رئيس المجلس يؤكد امام كل سائليه انه لا يسعى إلى مناورات ولا رمي كرات، بل هدفه انتخاب رئيس للجمهورية .. وسيُنتخب.