اشار العلامة السيد علي فضل الله في كلمة توجيهية أمام مجلس مديري المبرات الذي انعقد في مبرة السيدة خديجة الكبرى على طريق المطار، الى "اننا اليوم في مرحلة صعبة نواجهها جميعنا، هذه المرحلة تنعكس على كل واحد منا. إما ألماً أو خوفاً أو قلقا ًمن المستقبل في ظل وجود العدو الصهيوني الغاشم والجاثم على أرضنا والمرتكب للمجازر التي تجاوزت كل القيم الإنسانية والمدعوم من هذا العالم الذي غطى هذا العدو وترك له الحرية في كل ارتكاباته، وحتى الآن ما زلنا نعيش هذه المشاعر السلبية، ولذا وجب الحذر والأمل في الوقت عينه".

ولفت الى أن "هذا هو التحدي الذي نواجهه على مستوى الحاضر والمستقبل والذي نحتاج لمواجهته بالأمل والتفاؤل والايمان الراسخ بإمكان تجاوز هذه الأزمات بفعل ما نملكه من إيمان وإمكانات وثقة بالذات تحول بيننا وبين السقوط في فخ الضعف والخوف ومن هنا فإن الحاجة ماسة لدراسة نقاط القوة والضعف والمباشرة بالتخطيط والتنظيم في العمل آخذين في الاعتبار المعطيات المستجدة ومستفيدين من التجارب والاستناد إلى الحقائق والعلم لمواجهة الأوضاع الصعبة والتحديات القادمة ونحن قادرون على تجاوز هذه المرحلة وامتلاك الحافزية لمتابعة هذه المسيرة لا سيما مسيرتنا التربوية بروح متوثبة ومعنويات مرتفعة ومن هنا فإننا نريد لكل العاملين والطلاب أن يكونوا متسلحين بإيمان راسخ واقتناع عميق بالقدرة على تجاوز كل هذه الأزمات والجراحات".

واكد اننا "نعيش في وطن متنوع شئنا أم أبينا، ولا خيار لنا إلا أن نعيش معاً، وليست مبادرتنا الدائمة لتعزيز العيش المشترك تجاه الآخرين نقطة ضعف بل هي نقطة قوة فينا بأن نبادر لمد جسر التواصل مع الآخر وأن نعمل على توحيد الصفوف لا تقسيمها، ولم نكن يوماً من الدعاة إلى العزلة والانسلاخ عن الوطن بل سنبقى راسخين في هذه الأرض رسوخ السنديان والأرز ولن نسحب يدنا الممدودة حتى لو سحبها الآخرون وسنبقى مصرين على بناء دولة الإنسان والعدل ودولة القانون ودولة الحرية والاستقلال القادرة على حماية القيم الإنسانية وصون الأرض والعرض والثروة".

وأشار إلى أننا وفي مناسبة ميلاد السيد المسيح(ع) "علينا أن نعيش روحيته في الانفتاح ومد الجسور والتواصل والمحبة والتسامح.. هذه الروحية التي يجب أن نحملها وأن نعمقها في كل منطقة من المناطق التي نتواجد فيها، ويجب ان نكون حريصين على هذا التواصل فنحن لسنا مؤسسات مغلقة هي مؤسسات مفتوحة ونحن نبحث دوما عن اللقاء والتعاون مع المؤسسات التربوية والاجتماعية ولا نكف عن البحث الدائم عن ايجاد آليات التواصل ومتابعته".

وشدد على أن "الانفتاح والتفاعل بالنسبة الينا يغني عمل المؤسسة وتطورها كما يغني المؤسسات الأخرى أما المديرون والعاملون فلهم دور كبير في مؤسسته بأن يكونوا حريصين على سيرها وتطورها، وبأن تحمل دورا رساليا في المجتمع المتواجدين فيه والدعوة إلى كل القيم الإيمانية والإنسانية ليكون الوطن على الصورة التي يتطلع إليها كل إنسان يؤمن بالأديان السماوية ويسعى إلى بناء وطن يحقق لأبنائه العيش الكريم".