نظمت جمعية "عدل ورحمة"، لمناسبة الاعياد، احتفالا لعائلات نزلاء سجن روميه وأولادهم، بالتعاون مع جمعية "Smile N A. Box" وأكاديمية "La Cadence"، وذلك في مركزها في رومية مقابل السجن المركزي.
وتضمن الاحتفال أنشطة ترفيهية قدم فيها الأولاد أغنيات من وحي الأعياد وعبروا على الورق عن فرحتهم عبر رسوم، وتمّ خلاله توزيع القسائم الشرائية والهدايا والحلوى عليهم، في بادرة تحرص الجمعية على أن تكون تقليدا سنويا بهدف إشراك أولاد نزلاء السجن في بهجة العيد بعيدا عن أي شعور بالعزل والتهميش والحرمان.
واعتبر رئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني، في كلمة للمناسبة أن "الأعياد هذا العام تكتسب طابعا خاصا، فهي تحل على لبنان حاملة السلام بعدما أشعلت نيران الحرب جنوبه وبقاعه وعاصمته، فدمرت الحجر والبشر وسيطر اليأس والاكتئاب في النفوس".
وأضاف: "كذلك تكمن أهمية الأعياد هذه السنة في افتتاح السنة اليوبيلية 2025، على أمل أن يعبر العالم خلالها باب العدالة والرحمة والسّلام والرجاء، ويخرح من آفاته المزمنة، ويتخلص من الأنانية وحب السيطرة، ويطفئ نيران الحروب والجشع والاستغلال، ليعيش الإنسان على هذا الكوكب بكرامته التي وهبها له الله، وليست منّة من أحد كما يدعي متسلقو الكراسي والمناصب والمتسابقون على الزعامة. أيضا على أمل أن يعيش الأطفال طفولتهم من دون أن تقصف أعمارهم بقذائف حقد وكراهية أو تحت ركام منازلهم المهدمة بفعل لعبة كبار العالم القائمة على الحروب والدمار، أو بفعل التشرد والجوع والمرض".
وتابع: "يحدونا رجاء كبير على أن تشفى البشرية في هذا العام اليوبيلي الذي يطل علينا من جروحها النازفة بسبب تعرضها الدائم للذل والاحتقار وانتهاك حقوق الإنسان، وما مبادرة جمعيتنا في هذه المناسبة وفي كلّ مناسبة إلا للتعبير الإيجابي عن الحس الإنساني والأخلاقي تجاه عائلات السجناء وكل شخص ينوء تحت ثقل الاستغلال والظروف الصعبة والمزرية، للتخفيف من الآلام والمعاناة، وتعزيز القيم والأخوّة الإنسانية.".
واستعاد بعقليني ما قاله البابا فرنسيس في رسالته في عيد الميلاد، بداية السنة اليوبيلية: "أدعو كل شخص وكل شعب وأمة ليتحلوا بالشجاعة لعبور الباب، ويصبحوا حجاج رجاء، ويسكتوا السلاح ويتغلبوا على الانقسامات! وليكن هناك جرأة لفتح باب المفاوضات وبوادر الحوار واللقاء من أجل الوصول إلى سلام عادل ودائم!".
وأكد بعقليني "أن هذا الاحتفال يشكل فسحة أمل تسعى الجمعية، من خلال رسالتها القائمة على العطاء المجاني، إلى تعزيز روح التعاون والتعاضد بين أفراد المجتمع، كم نحن بحاجة، اليوم في بلدنا، إلى المعنويات لنواجه واقعنا بالتضحية والمثابرة، متسلحين بالقوة والإرادة كي نتجاوز المحن والتجارب، ونعزز الحضور الإنساني في محيطه ونردم الهوة بين أبناء المجتمع".
وأشار إلى أن الجمعية "تطالب المسؤولين، ولمناسبة الحديث عن قرب صدور عفو عام، بتطبيق عدالة تساوي بين الناس، تنصف المظلوم والمهمش وتنمي الإنسانية وتبني السلام".
وقال :"العدالة الاجتماعية ممر الزامي لتبقى روح الاخوة فاعلة في تضميد الجراح والآلام، أخوة لا تعرف التمييز أو الانغلاق أو العزل بل تؤمن التوازن والطمأنية والأمان والسلام الاجتماعي".
وختم الأب بعقليني: "ينتظرنا الرب على عتبة باب اليوبيل، ينتظر الأطفال والسجناء والمجروحين، ينتظر المسنين وضحايا الغش والفساد، ينتظر الذين يعملون في حقل المحبة والعطاء والتضحية في سبيل ارتقاء الإنسانية وتحريرها من الاضطهاد، ينتظر الذين يحملون النور والرجاء للبشر... لنفتح له، جميعا من دون استثناء، قلوبنا حتى نبلغ معه إلى السلام والعدالة".