دعا رئيس "التيّار الوطنيّ الحر" النائب جبران باسيل إلى تفاهم مسيحيّ ـ مسيحيّ مع "القوات اللبنانية" وغيرها، على لائحة أسماء سيكون "التيار" منفتحًا فيها وبإيجابية كبيرة، على أن لا تفسح أيّ مجال للآخرين لرفضها.

وفي حديث لصحيفة "الجمهورية" كشف باسيل عن وجود ضغوط وتدخّلات خارجية مهمّة وأساليب لقلب المشهد، مضيفا :"لا أحب أن تكون جلسة 9 كانون الثاني لتطيير مرشحين أو لحرق مرشحين أو لتجاوز التاريخ وصولًا إلى تاريخ آخر في مشهد إقليميّ ودوليّ آخر."

وأبدى باسيل تخوفه من أمر أمني لـ"خربطة 9 كانون" وتدخّلات كبيرة لفرض معادلات جديدة على لبنان كما حدثت عسكرياً تحدث سياسياً|»، مؤكّداً انّها لن تؤثر عليه لأنّ لديه "المناعة الكاملة للمواجهة"، إنما يخشى من تأثيرها على غيره. ومحذّراً من "أنّ أي أمر قد يأتي إلينا فرضاً من أي جهة كانت لن يأتي بالحل بل سيزيد المشكلة وسيأتي بالبلاء على لبنان".

وتابع :"ستحدث أمور كثيرة في الساعات الأخيرة، ولا أريد الإفصاح عن المشهد الذي أتخيله، انما شخصياً سأعمل للتوافق، فهناك سيناريوهات عدة ومفاجآت كثيرة قد تحدث، إنما أنا لا أحب أن تكون جلسة 9 كانون الثاني لتطيير مرشحين أو لحرق مرشحين أو لتجاوز التاريخ وصولاً إلى تاريخ آخر في مشهد إقليمي ودولي آخر".

ورأى باسيل ان "المشكلة أنّ الناس يريدون افتراض أنّ جبران باسيل لديه مرشحه وهو يخبؤه للحظات الأخيرة! لا نخفي أنّ لدينا أفضليات بالنسبة إلى الأسماء إنما ليس لدينا مرشح فعلي، لأنّ مرشحنا هو التوافق، ومن يحظى بنسبة توافق أكبر نقبل به ما عدا الأسماء التي رفضناها في شكل علني وواضح، ورفضنا نابع من تقديرنا وتجربتنا معهم انّهم سيفشلون، وفي المقابل نتحمّل مسؤولية تأييد أسماء قد تفشل هي أيضاً ونأخذ المخاطرة، إنما لا نؤيد أسماء نحن متأكّدون من فشلها، لكن في المقابل لا نعرقل انتخابهم ولا نمنع وصولهم. وإذا التزم رئيس مجلس النواب نبيه بري بما أعلنه من أنّه سيترك الجلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس فالأمر سيؤدي في النهاية إلى وصول رئيس. وبالنسبة الينا نأمل في أن يكون لا تزال هناك لحظة وعي في الأسبوع الأول من السنة الجديدة".

وكشف باسيل ان "التواصل مع القوات اللبنانية حاصل وأيضاً مع كافة الأطراف لإيجاد التوافق". وأضاف: "نحن كتيار لسنا مع الممانعة ولسنا مع المعارضة. نحن نعتبر أننا قادرون على إبرام توافق مع الممانعة، ويكون ناقصاً إذا لم يكن هناك قبول به لدى المعارضة والعكس صحيح. وهذا هو الحل الأمثل للبنان. وفي نقاشنا مع جميع الأفرقاء وجدنا أنّ هناك فرصة لتحقيق هذا الأمر، أي جمع الممانعة والمعارضة على اسم توافقي. ولكن السؤال: هل بقية الأفرقاء سيضيّعون هذه الفرصة؟ كل شيء ممكن. اليوم هناك فرصة حقيقية للبنان للاستفادة من كل ما حصل لمصلحته، إنما في الشأن الرئاسي هذه الفرصة يمكن ترجمتها برئيس جامع للبنانيين، رئيس إصلاحي وطني يريد بناء دولة ولا يأخذنا إلى نزاع داخلي".

وسئل باسيل: ألم يكن الأفضل لكم السير برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بعد سقوط محوركم وبروز ترشيح قائد الجيش جوزف عون؟ أجاب : أولا نحن لسنا ولم ولن نكون في محور، نحن محورنا لبنان ولسنا جزءاً من محور خارجي. وأنا مقتنع بخيارنا بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية، وسعيد لأنني منعت او ساهمت في منع طريقة الحكم التي لم تعط نتيجة، وعانينا منها مع الرئيس عون ودفعنا الثمن.

وردا على سؤال حول هل حان دور الآخرين لتسمية الرئيس خصوصاً في ضوء الواقع الجديد، لفت باسيل الى انه "إذا كانوا قادرين على انتخابه من دوننا نقول لهم "صحتين"، خصوصاً إذا كانوا قادرين على النجاح. ونحن لن نكون عائقاً ولكن لن نكون جزءاً من الفشل".

ونفي باسيل أن يكون اتصل بالوزير السابق زياد بارود وأيّد ترشيحه لكنه عاد وأيّد العميد جورج خوري، مشيرا الى انه "أصبح معروفاً أن هناك أسماء وافقتُ عليها وأسماء قلت عنها لِمَ لا إذا توافر لها التوافق، وهناك أسماء قلنا لا ولو حصل عليها توافق، أما القول إنني اتصلت بذاك وتوافقت مع بري على آخر فهذا كلام غير صحيح". وأضاف: "يدرك الجميع أن لا حلّ مناسباً للبنان إلّا بالتوافق، وهذا التوافق مؤمّن حول مجموعة من الأسماء التي أصبحت معروفة وهي قادرة على تأمين هذا التوافق".

وحول التفاهم على ثلاثة أسماء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لقطع الطريق على قائد الجيش، أكد باسيل أن "هذا الكلام ليس صحيحاً. في السابق كان مرشحنا ميشال عون وعندما رشح تيار "المستقبل" سليمان فرنجية أيّد جعجع ترشح عون. نحن اليوم في حال مختلفة. فأنا عرضت في تموز 2022 مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التفاهم المسيحي على مجموعة أسماء وما زلت عند هذا الرأي، ولا يجوز أن يصل مرشح ليس لديه التأييد المسيحي. ولذلك لن أسير في خيارات لست مقتنعاً بها لقطع الطريق على خيارات أخرى".

عن رأيه في عدم ترشيح جعجع لقائد الجيش حتى اللحظة، اعتبر باسيل "إنّ هذا الأمر يعني سمير جعجع. إلّا أنّه لم يعد سراً أنّ جعجع لديه خيارات أخرى متعلقة به شخصياً أو بغيره".

وحول من تختار بين جعجع وفرنجية وقائد الجيش، اجاب باسيل "أؤكّد أنني لن أكون أمام هذا الخيار، إنما معروف بين هؤلاء الثلاثة من يمتلك الشرعية الشعبية. سمير جعجع هو من يمتلك هذه الشرعية الشعبية وله الأولوية في هذا الموضوع".

وعما اذا كان سينتخب جعجع لو ترشح، أكد باسيل أن "الموضوع ليس سراً، لقد تمّ طرح الموضوع علينا إن لم نقل طُلب منا، ونحن لا نتعاطى معه بسلبية إنما نحن نبحث في شروط نجاحه، نحن نريد رئيساً للجمهورية يصنع حلاً ويجمع اللبنانيين، ولا نمانع إذا كان جعجع قادراً على تأمين هذا الامر".

من جهة اخرى، شدد باسيل على ان "السعودية لديها حيثيتها في المنطقة، ونحن مع وجود دور سعودي فاعل في لبنان ‏والمنطقة، إنما أنا ضدّ أن تكون هناك دولة، أياً تكن، تمتلك كلمة السرّ الرئاسية لأنّها ملك اللبنانيين والنواب. ومثلما فهمت من الطرف السعودي بالمباشر وغير المباشر، أنّهم يرغبون برئيس توافقي لديه حيثية وقبول مسيحي وطني إصلاحي وسيادي يعيد الثقة بلبنان لمشاركة السعودية في نهضة لبنان ومستقبله. ولكن في المقابل انبّه من أن يلجأ أحد إلى أخذ هذا الموضوع في اتجاه تدخّل معيّن يجعلهم يتخلّون عن هذه المبادئ كلها، لأنّ النتيجة ستكون فشلاً إما بإيصال الرئيس وإما بنجاح الرئيس، ونحن نريد أن تعود ال​سياسة​ السعودية إلى لبنان إنما بتوازن وتكون جامعة لكل اللبنانيين، وجميعنا كلبنانيين لدينا مصلحة في النموذج السعودي الجديد الذي يقاربه الملك سلمان، ولا يجب أن تكون لديه ترجمة مختلفة بتعاطيه مع لبنان، خصوصاً أننا نخشى كثيراً مما يحصل في سوريا. لذلك نأمل في ان تنسحب الرؤية السعودية الجديدة ايضاً على لبنان... رؤية التقدّم والانفتاح والازدهار والاستقرار".