افتتح رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف اليوبيل المقدس للعام 2025 تحت عنوان "يوبيل حجاج الرجاء"، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه في كنيسة مار مارون في طرابلس.
واكد سويف في عظته الى انه "يسرني في هذا الاحد المبارك ومن مدينة طرابلس، وفي ابرشية طرابلس المارونية، ان اعلن بالاتحاد وبالشراكة والمحبة، شراكة الايمان مع قداسة البابا فرنسيس مع غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومع كل الأساقفة والكنيسة الجامعة في لبنان والعالم افتتاح اليوبيل المقدس لعام 2025 "يوبيل حجاج الرجاء" مبروك لهذه المسيرة اليوبيلية".
واشار الى اننا "مدعوين للتأمل فيها نقف امام الرب لان اليوبيل هو وقفة امام الله والسبت الذي من خلاله سنترتاح، هو الاحد يوم الرب الذي من خلاله نقف امام الرب ونعيش فعل التقدمة الحقيقية في كل قداس، هو كل ايام الأسبوع الذي من خلالها نشكر نعمة الرب على عطية الرجاء، وعلى موهبته لا بل على كل المواهب التي سكبها في كل إنسان منا، هذه العطية التي تملأ حياتنا فرح ومن يكون مع الرب يحيا بالفرح الحقيقي، والداخلي، ويشعر انه مدعو للمشاركة اخوته البشر هذا الفرح فرح، اللقاء بيسوع المسيح الذي هو رجانا، والمسيح لا يخيب.لان الرجاء هو يسوع المسيح".
واضاف، "في هذه الاجواء الميلادية وفي مطلع السنة وفي الوقت الذي ندخل فيه عيد الدنح، اي الغطاس، معمودية الرب، على نهر الأردن، ومن خلال الرتبة التي احتفلنا فيها في مطلع القداس من خلال صلوات اليوبيل نحن مدعوين كي نجدد مواعيد المعمودية، وننشد في كل يوم من حياتنا، مع الملائكة والرعاة، والبشرية جمعاء، "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر"، الإنسان الممتليء من الرجاء لا يمكن إلا ان يكون إنسان يبني السلام في العالم، ويكون علامة رجاء في حياته وحياة العالم الذي يحتاج اكثر فأكثر إلى رجاء، والى علامات الرجاء، من هنا أدعو نفسي قبل ان ادعوكم حتى تكون هذه السنة وكل ايام حياتنا علامات رجاء".
ورأى أن "الحياة مليئة بالتحديات بالرجاء هناك تحديات، وفي العالم اليومي الذي نعيشه، وفي لبنان المتألم، وفي سوريا، وفي هذا الشرق الأوسط، الذي لا يزال يعيش نزاعات وحروب وصراعات وهجرة وتهجير، ونحن ندخل إلى حالة جديدة إلى حالة السلام إلى الحوار والمحبة والوحدة. الجوع لا يزال موجوداً فقدان الامل والآفاق المقفلة امام شبيبتنا اليوم، وهذا اكبر نزف يحصل في وطننا، خاصة عند انتهاء الدراسة وامام انعدام فرص العمل يهاجر معظم شبابنا بحثاً عن فرص للعمل، وهذا يحصل نتيجة اليأس والإحباط الذي تعيشه في قلبها".
واعتبر أن "الحروب التي في معظمها عملية تجارية، ناتجة عن اطماع في اكثر سلعة تجني ارباحاً طائلة هي السلاح. وهذا تحد كبير لحاضر الانسان ومستقبله، والأبشع هو المتاجرة بالبشر، خاصة عندما ارى الانسان سلعة ورقم نازعاً عني كل أخلاقياتي وكل كياني الإنساني والروحي وكل كرامة الإنسانية، وهذا اكبر تحد تواجهه البشرية ونحن نكون من ابناء الرجاء وعلامات الرجاء الفاعلة والمحولة في المجتمع المدني والمجتمع الكنسي وفي المجتمع الإنساني عندما انظر إلى اخي الانسان وارى فيه صورة يسوع المسيح، بكل حب بعيد عن التمييز الديني والعنصري والاجتماعي والثقافي... يسوع جاء كي يصالحنا جميعاً البعيدين والقريبين، مع يسوع لا يوجد يهودي او يوناني او وثني ولا عرق ابيض او اسود معه رجانا كلنا اصبحنا عائلة واحدة بيسوع المسيح. والإنسان المليء بمحبة يسوع لا يسأل أخيه الانسان من انت وما هو دينك ولونك وصفتك، ينظر في عينيه ويرى يسوع هو الذي ينظر اليه، لانه يعطيه الحب ويحترم مليء كرامته الإنسانية".